الآثار والآداب التي تعقب وفاة أحد الزوجين

اقرأ في هذا المقال


آثار الوفاة على الزواج:

نستطيع إجمال الآثار والآداب والحقوق التي تَعقب وفاةُ أحد الزوجين بما يلي:

  • الميراث: توجب الشريعة الإسلامية حقاً ثابتاً للرجل في مال زوجته المتوفاة وللمرأة في مال زوجها المتوفى، فللرجل النصف من مال زوجته إذا توفيت ولم تترك أولاداً منه أو من غيره، وأما المرأة فلها ربع مال زوجها المتوفّى إن مات ولم يترك أولاداً منها أو من غيرها ولها الثمن إن ترك أولاداً.
  • العدة”أي عدة الوفاة”: توجب الشريعة على المرأة أن تمكث في بيت زوجها بعد وفاته أربعة أشهر وعشرة أيام، لا تتزوج ولا تخطب خطبة صريحة، ولا تتزين، ولا تخرج في غير حاجة وهذه العدة ثابتة في القرآن والسنة. قال تعالى:”والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير”.البقرة: 234.
    والحكمة في هذه العدة أنها استبراء كامل للرحم، ووفاء واجب مفروض من المرأة وزوجها.
    وأما الرجل فليس عليه عدة بعد وفاة زوجته لذكرها مسألة اعتبارية شخصية لم يفرض عليه الدين فيها وقتاً محدوداً ولا شكلاً معيناً. وله أن يتزوج بعد وفاة زوجته بأي مدة غير أن مراعاة شعور الآخرين وخاصة أهل الزوجة المتوفاة، ممّا أمر به الدين أمراً عاماً وممّا يتناسب أيضاً مع العرف الصالح والأخلاق والآداب الإسلامية.
  • حفظ الجميل والعهد: يتطلّع الرجل والمرأة في خلال حياتهما الزوجية على أدق وأخص أسرار بعضهما البعض، ولا يعني الافتراق بالموت نشر هذه الأسرار وهتك العهود السابقة بل الالتزام بالعهود وكتمان الأسرار فريضة إسلامية على كل من الرجال والنساء، ولا يكفي هذا فقط بل الرجل الصالح هو الذي يحافظ على ودّ زوجته بعد وفاتها كما كان يفعل في حياتها والمرأة كذلك.
     وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في ذلك فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها: 
    “ما غرت على امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما غرت على خديجة لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها وثنائه عليها” وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذبح الشاة فيقول أعطوا صديقات خديجة أولاً. وكانت تدخل عليه امرأة في المدينة فيكرمها لأنها من صديقات زوجته. وهذا من عظم وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لتلك الزوجة الصالحة. وفي هذا قدوة وأُسوة لمن أراد مكارم الأخلاق.

شارك المقالة: