الإمام المحدّث ابن حِبَّان

اقرأ في هذا المقال


اسمهُ وكنيتهُ

هو الإمام الحافظ المحدّث أبوحاتم، محمّد بن حِبّان التميميّ الدارميّ البُستي، شيخ من شيوخ خراسان، وكان من علماء حديثها.

ولادتهُ ونشأتهُ

ولِد الإمام ابن حبّان ــ رحمهُ الله ــ في مدينة بُسْت بين هراة ووغزنة، وهي مناطق ببلاد أفغانستان اليوم، وكان ميلادهُ ــ رحمهُ الله تعالى ــ سنة 270 للهجرة النبويّة، الموافق للميلاد سنة 884م .

ونشأ إمامنا ابن حبّان ــ رحمهُ الله تعالى ــ محبّاً للعلم، فطلب العلم صغيراً بِمسقط رأسه بُسْت، وأمضى فيها وقتاً من الزّمن إلى أن أصبح شابّاً، فغادرها إلى البُلدان الأخرى، فسمع من العلماء والمُحدّثين، واستغرقت رحلتهُ كما أورد المُؤرّخون أربعين سنة، قبل أن يرجع الى مدينة بُسْت، وقيل إنّهُ هاجر إلى الإسكندريّة، وسامراء، ودمشق، وحمص، وغيرها من المُدن.

شيوخهُ وتلاميذهُ

تلقّى الإمام ابن حبّان ــ رحمهُ الله تعالى ــ العلم على يد كثير من علماء عصرهِ، ومن هؤلاء العلماء الجهابدة : الإمام أبوعبدالرحمن النّسائيّ، والإمام أحمد، والحافظ الدمشقيّ، وعلي العسكريّ، وشيخ الإسلام الموصليّ، وغيرهم رحمهم الله جميعاً.

وأخَذَ عن عالمنا من طلبة العلم كثير منهم : أبوعبدالله النيسابوريّ، والدارقطنيّ، وغنجار البخاريّ رحمهم الله، وغيرهم من طلبة العلم.

صحيح ابن حبّان وطريقة شيخنا في الرواية

اهتمَّ الإمام بن حِبّان ــ رحمهُ الله تعالى ــ في السَّند والمَتن، فكان ينتقد العلماء في اهتمامِهم بأحدهما دون الآخر، واشترط في قبول الرواية عن المحدّثين شروطاً منها : العدالة، والضبط، والعلم، والعقل، والبعد عن التّدليس، وروى الحديث عن 150 شيخاً، ولم يروِ عن كلِّ الشيوخ الّذين سمع منهم.

ورتّب ابن حبّان ــ رحمهُ الله تعالى ــ صحيحهُ في الحديث، على طريقة ابتكرها وسمّاها التقاسيم والأنواع، الى أن جاء بعض المتأخّرين والشّارحين مثل ابن بلبان، فرتّب صحيح ابن حبّان على طريقة المواضيع والأبواب كغيرهِ من كُتب الحديث.

محنة الإمام ابن حِبّان رحمهُ الله تعالى

روى المؤرخون في محنة ابن حبّان، أنّ عالمنا كان في مجلس علمٍ في نيسابور فسُئِلَ عن النّبوّة ، فأجاب إنّها العلم والعمل، فقام إليهِ بعض الوعّاظ بالمجلس واتّهموهُ بالزَّندقة؛ لأنَّ النُّبوَّة عندهم مُكتسبة، حتى وصل خبر اتهامهِ إلى المناطق المجاورة، فتمنّع عنهُ طلبة العلم، ومُنِع النّاسُ من حضور مجالسهِ ــ رحمهُ الله تعالى ــ ونجح عالمنا في إثبات براءتهِ من التهمة، لكن سُرعان ما أُخِرج من نيسابور إلى سجستان، وظلَّ ملاحقاً بهذه التهمة حتى أُخرج من سجستان أيضاً، وبعدها عاد إلى بُسْت.

وفاتهُ رحمهُ الله تعالى

توفي الإمام ابن حبّان ــ رحمهُ الله ــ في مدينة بُسْت سنة 354 للهجرة، المُوافق للميلاد سنة 965 م .


شارك المقالة: