اختلافات حول تسمية إدريس عليه السلام بأخنوخ:
لقد أختلف في مسمى إدريس عليه السلام باختلاف الثقافات والديانات المعاصرة لعهده كذلك اختلاف الترجمات المروية عنه، والتي تشكلت من الآرميةِ، والعِبرية واليونانية والعربية والفارسية وغيرها. فهو “إدريس عليه السلام” في القرآن الكريم والسنة الشريفة، وفي المصرية القديمة “حوريس أو هوروس” وعند اليهود “أخنوخ” وأخنوخ في الترجمة العربية للتوراة، وهو أبجَهد وابن جهد: و”بوذا” سيف عند الفرس. وقيل هو هِرمس عند العرب، ولفظه إرمِس، وهو اسم عطارد، ويُسمى هِرمس الأول وهِرمِس الهرامسة. وعند الرومان إرميس، وباليونانية هو هرماكِيس ثم عرب بِهرمس أو إرميس، ومعناه عطارد، وقال آخرون: اسمه باليونانية “أطرسمِين”.
– وقال آخرون: اسمهُ باليونانية طرميس، ويسمونه حَنوخ بن يرد بن مهلائيل بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام، ويسمونه هِرمس الحكيم.
– ومعنى إدريس عليه السلام عند ابن عربي أنه رمز للعقل الإنساني في حال تجرده التام عن جميع علاقاته بالبدن، أو هو العقل المحض المتجه نحو المعرفة الكاملة بالله، وهذا المعنى قريب الشبه بالصورة التي صور بها اليونان هِرمسهم. ويذكر محيي الدين بن عربي: أن إلياس هو إدريس عليه السلام كان نبيّاً قبل نوح، وقد رفعهُ الله مكاناً عليّا، فهو في قلب الأفلاك ساكن، وهو في فلك الشمس، ثم بعث إلى قرية بعلبك، وبعل اسم صنم، وبك اسم سلطان تلك القرية، وكان هذا الصنم المسمى بعلاً مخصوصاً بالملك، وكان إدريس عليه السلام الذي هو إلياس قد مثل له عن فرس من نار، وجميع آلاته من نار، فلما رآه ركب عليه، فسقطت عنه الشهوة، فكان عقلاً بلا شهوة، ولم يبق له تعلق بما يتعلق به الأغراض النفسية، وذكر أيضاً أنه لم ينم ستة عشر سنة ولم يأكل حتى بقي عقلاً مجرداً وروحانية في فلك الشمس، فهو أول من خالط الملائكة والأرواح المجردة، وحصل له معراج انسلاخ البشرية.
– وجاء في تاريخ ابن خلدون، أن إدريس عليه السلام هو أخو إلياس أو الخضر وهي ليست أخوةُ نسب كما قال القرآن عن مريم: “يا أُختَ هارون” وجاء وصف الأخوة هنا بسبب طول عمره، وجاء في الكشاف أنه هو إلياس وقرئ إدريس.
– وقال ابن كثير في تفسيره عن قتادة، ومحمد بن اسحق، وابن أبي حاتم، عن عبد الله ابن مسعود قال: إلياس هو إدريس عليه السلام وكذا قال الضحاك.
– وجاء في معجم المنجد: أن اسم إدريس عليه السلام قد يكون مصوغاً من أندراوس، وهو بعيد. وقال بعضهم أن إدريس عليه السلام وإلياس والخضر ثلاثة أسماء لمسمىً واحد، وجاء في دائرة معارف القرن العشرين لمحمد فريد وجدي هِرمس هو هِرمس الأول، ولفظه إرمِس وهو اسم عطارد.
– وقد فُسر اختلاف مسماه بأن الاسم العربي إدريس عليه السلام هو ترجمة لمعنى الجذر المشتق عنه الاسم الوارد في التوراة، فالجذر العربي المرادف هو درس، والاسم إدريس عليه السلام بمعنى الدارس، الحاذق الذي درس غيره وعلمه.