دعوة كل من هود وصالح عليهما السلام

اقرأ في هذا المقال


التعريف بدعوة كل من هود وصالح عليهما السلام:

تعريف دعوة هود عليه السلام:

إن الدعوة إلى الله عزّ وجل من أعظم المهمات التي كلفَ الله بها الأنبياء عليهم السلام، فكانت مهمة الأنبياء عليهم السلام هي الدعوة إلى توحيد الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “والأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد” رواه البخاري. وسنتكلم هنا عن دعوة نبي الله هود لقومهِ عاد، فبعد أن أغرق الله تعالى قوم نوحٍ بالطوفان لغضبهِ عليهم؛ لأنهم عصوا أمرَ نبيّهم نوح عليه السلام وعبدوا الأصنام وأشركُوا في عبادته، فنجى الله نوحاً والذين آمنوا معه في السفينة، وبعد نجاتهم من الغرق انتشر التوحيد وعبادة الله في الأرض.

لقد كان من بين تلك الأمم قوم عاد الذين طغوا في البلاد الفساد، وعبادة غير الله تعالى، فأرسل الله نبيه هوداً إلى قومه عاد، وكان واحداً منهم وأخاهُم في النسب والقبيلة لا الدين، فكانت دعوته لقومه هي دعوة التوحيد، وعبادة الله وحده لا شريك له، فقال تعالى: “وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ” الأعراف:65.
وذكر الطبري في تفسيره: “يقومِ اعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غيره أفلا تتقون”. يا قوم اعبدوا الله فأفرِدوا له بالعبادة ولا تجعلوا معهُ إلهاً آخر، فإنه ليس لكم إلهٌ معبود غيره ربكم فتَحذرونهُ وتخافونَ عقابه بعبادتكم رباً سواه، وهو خالقكم ورازِقكم والمُنعم عليكم دون كل ما سواه.

التعريف بدعوة صالح عليه السلام لقومه:

لقد أرسل الله رسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، فأرسل الرسل لأقوامهم مبشرين ومنذرين، يدعون الناس إلى كل خير، ويُحذرونهم من كل شر، يبلغون رسالات ربهم ويخشون الله وحده ولا يخشون أحداً سِواه، فجعلهم الله حجةً على الناس في كل وقتٍ وحين ينشرون دين الله في الأرض وبين الناس ويدعونهم إلى الجنة دار الإسلام. فقال الله تعالى: “كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ” البقرة:213.
إن الله تعالى حينما بعث الأنبياء، بعثهم دُعاةً إليه، واختار الله أولئك الأنبياء من صفوة خلقه، وجعلهم أنبياء بتحملهم أمانة الدعوة إلى الله وحده، ودعوة الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن عبادة الطاغوت إلى عبادة الله عزّ وجل، فقد كان من بين هؤلاء الذين اختارهم الله لحمل هذه الأمانة التي أبت السموات والأرض والجبال أن يحملنها أمانة الدعوة إلى الحق، وهي الدعوة إلى عبادة الله الخالق المنعم والرازق.
إن النبي صالح عليه السلام ممن نالهم شرف الاصطفاء، فأرسلهُ الله تعالى إلى قومه ثمود ويدعوهم إلى عبادة الله عزّ وجل وحده ولا يشركوا به شيئاً، وترك عبادة الأصنام.
إن أنبياء الله هم النواة الأولى للدعوة إلى الله جل جلاله، فأن الله بإرسال أنبياءه إلى الناس، فقد أقام الحجة والدليل على الخلق، لا بل إن أنبياء الله هم الحجة والشهود على أقوامهم بأنهم بلغوا رسالات ربهم لأقوامهم، ففي هذا المقام لنا وقفةً مع نبي الله صالح ومع قومه ثمود حيث كان صالح عليه السلام واحداً منهم وأخاً لهم في القبيلة والنسب كما أخبر الله تعالى: “وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً ۖ فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” الأعراف:73.
وقد تحدث الإمام الطبري مفسراً لهذه الآية: أنّ صالحاً عليه السلام قال لقومه ثمود: يا قوم اعبدوا الله وحده لا شريك له، فما لكم إله يجوزُ لكم أن تعبدوه غيره، وقد جاءتكم حُجة وبرهان على صدق ما أقول، وحقيقة ما أدعو إليه من إخلاص التوحيد لله، وإفرادِ بالعبادة وحده وأن تتركوا ما تعبدون سواه، وتصديقي على أني له رسول وبينَتي على ما أقول وحقيقةُ ما جئتكم به من ربي وحجتي عليه، وأن هذه الناقة التي أخرجها الله من هذه الهضبة هي دليلاً على نبوتي وصدق قولي، فتلك هي من المعجزات التي لا يقدر على فعلها أحداً سوى الله.

المصدر: كتاب قصص الأنبياء، للحافظ ابن كثير.كتاب قصص الأنبياء تأليف الكاتب محمد متولي الشعراوي.كتاب قصص الأنبياء، تأليف الطيب النجار.كتاب قصة هود وصالح عليهما السلام، إعداد زكريا سعيد عبد الرحمن سحويل- إشراف الاستاذ الدكتور جمال محمود الهوبي.كتاب البداية والنهاية- الجزء الأول- قصة هود عليه السلام، لابن كثير.


شارك المقالة: