ما هي قصة قوم عاد في القرآن؟

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة قوم عاد في القرآن؟

لقد ذكر الله قوم عاد في القرآن الكريم صراحةً في ثلاثة عشر موضعاً في ثمان سور من القرآن الكريم وفي جميع هذه المواضع لم يذكر الله عزّ وجل نسب عاد أو شيئاً من ذلك إنما ذكر قوم عاد بمجرد الاسم دون التفصيل في النسب فقال الله تعالى في ذلك مبيناً لنا عدم ذكر نسب عاد بالتفصيل، فقال تعالى: “وَتِلْكَ عَادٌ ۖ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ” هود:59. وفي موضعٍ آخر قال تعالى: “فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ” فصلت:15.
لماذا لم يُذكر عاد في السنة؟ بعد الإطلاع والبحث في كتب الحديث والسنة عن نسب عاد، فأنني لم أقف عليه في حديث منها يُثبت نسب قوم نبي الله هود عليه السلام وهم عاد الذين بُعث فيهم.

وذكر نسب عاد في كتب التاريخ: فقد ذكر الإمام الطبري في كتابه تاريخ الرسل نسب قوم عاد فقال: عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، وهي عادٍ الأولى، وكانوا من العرب العاربة، وكانوا أهل أوثان ثلاثة يعبدونها، يُقال لكلٍ منها صَداء وللآخر صمود والثالث الهباء.
وذكر ابن الأثير في كتابه الكامل، فأما عاد: فهو عاد بن عُوض بن إرم بن سام بن نوح، وهو عاد الأولى، وكانوا أهل أوثان ثلاثةٍ يُقال لها صُرا وضمور والهبا. وذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية في تاريخه في نسب قوم عاد فقال: هي قبيلةٌ يُقال لهم عاد بن عوص بن سام بن نوح، وهي عاد الأولى وهي قبيلة من العرب العارية.
مساكن قوم عاد: لقد ذكر الله مَساكنِ قوم عاد في القرآن الكريم: فقال الله تعالى: “وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ” الأحقاف:21. فقد ذكر سيد قطب في كتابه الظلال في تفسير هذه الآية والأحقاف جمع حقف وهو الكثيف المرتفع من الرمال. وقد كانت منازل عاد على المرتفعات المتفرقة في جنوب الجزيرة يُقال في حضر موت. وذكر ابن الأثير مكان سكن قوم عاد، فقال: وكانت مساكنهم ما بين الشحر وعُمان وحضرموت بالأحقافِ.
وذكر ابن كثير مكان سكن عاد فقال: وكانوا يسكنون الأحقاف، وهي جبال الرِمال، وكانت باليمن من عُمان وحضرموت بأرضٍ مُطلة على البحر يُقال لها الشحر واسم واديهم وادي مُغيث، وكانت مساكنهم الخيام ذات الأعمدة الضخام المرتفعة، كما قال تعالى: “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ- إرَمَ ذاتَ العِماد” الفجر:6-7. قال الشوكاني: ومعنى ذات العماد، هي القوة والشدة، مأخوذٌ من قوة الأعمدة.


شارك المقالة: