الجرح في علم الحديث

اقرأ في هذا المقال


نعلم أنَّ علم الحديث من علوم ديننا الّتي قدّم العلماء في إثبات صحتها الكثير من الجهد ، ووضعوا كثيراً من القواعد للتثبت من صدق رجالها، لأنّهم يحملون علماً شرعياً يحلّ الحلال ويحرّم الحرام، وبذلك الجهد نتج علم الأمّة متّصلاً بسند صحيح من الصّحابة إلى عصرنا الحاضر، ولا بدَّ في عمليات التأكُّد من الحديث في رحلتهم الطويلة البحث في أحوال الرجال والحديث بعللهم، وهذا لا يعتبر من قبيل الغيبة المحرّمة، فما هو الجرح؟ وما شروط الجارح؟ وماحكم الجرح؟.

مفهوم الجرح

الجرح مأخوذ لغة من ما يعيب الشيْ من خدش أو ثلمة.

وفي اصطلاح المحدّثين هو : الطعن في رواة الحديث النّبويّ الشريف بشيْ يراه العالم بالحديث ونَقْدِهِ يقدح في عدالة ذلك الراوي أو في ضبطه والّتي هي شروط قبول الحديث.

حكم الجرح

إنّ الجرح عند علماءالحديث في الكلام في حال الراوي طعناً هو من الواجبات في ديننا، إذ أنّه ما لا يتم الواجب إلّا به فهو واجب،وفي علم الحديث لا يبان الحق في صحّة الحديث إلّا بالبحث في أحوال الرجال والأسانيد والكلام فيهم حتى يكون علم الحديث مخرجاً لشرعيّته، وقد سئل الإمام أحمد عن كلامه في أحوال رجال الحديث هل أنّها من الغيبة؟ فقال إنّها نصيحة وليست غيبة.

ما يشترط في الجارح

إنّ الجارح في علم الحديث يجب أن يتحلَّى بصفات حتى يقبل جرحة ومن هذا الشروط:

1ـ أن يكون عالماً وتقيّاً وورعاً، يشهد له بالورع وعدم القدح في الناس، وأن يكون الهدف من كلامة إثبات الحق، وتثبيت الحديث صحيحاً كما جاء من النّبي صلّى الله عليه وسلّم.

2ـ أن يكون بعيداً عن الرياء والنفاق.

3ـ أن يكون عالماً بقواعد علم الجرح والتعديل.

3ـ أن يكون ملمّاً بمعاني اللغة العربية ودلالاتها، حتى لا يضع لفظاً مكان لفظ آخر، أو أن يفهم كلاماً بلغة لم يجرِ عليها لسانه.

4ـ لا يشترط في الجارح أن يكون حرَّاً، أو أن يكون ذكراً، بل إنّ الكلام في أحوال الرجال شهادة تقبل ممّن ثبت عند أهل الحديث تزكيته.

5ـ لم يشترط العلماء في شهادة الجارح أن تكون بشهادة رجلين، كما هي شروط الشهادة في غير أمور العلم، إلَّا قليل منهم، وما ذهب إليه الأكثرية هو قبول رأي الواحد في الجرح إذا كانت به شروط الجارح.


شارك المقالة: