الحديث من حيث القائل

اقرأ في هذا المقال


تمهيد

إنّ الحديث النّبويّ الشّريف كمصدرٍ ثانٍ بعد القرآن الكريم، مرّ بمراحل تدوين ودراسة مُمنهجة، فدُرِسَ الحديث من حيث الصّحة والضعف، ومن حيث القبول والرَّد، ومن حيث اتّصال السند وانقطاعه، ودرسوا كلَّ شيء يتعلَّق في علم الحديث، بل ووضعوا علوماً جديدة تحمل في طيّاتها قواعد لدراسة هذا العلم، ومن هذه الدراسات الشريفة المتصلة بحديث رسول الله ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ دراسة الحديث من حيث القائل.

أقسام الحديث من حيث القائل

يقسَم الحديث من حيث القائل إلى مايلي:

أولاً: “الحديث القدسيّ” وهو ما يرويهُ رسول الله ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ عن ربِّه عز وجل، فينقله الصّحابيّ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ويكون فيه دلالة على أنّ النّبيّ ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ ينقل عن ربّه عز وجل، وكان يضاف للحديث ألفاظ عدّة مثل: قال الله تعالى، أو فيما يرويهِ عن ربّه عزوجل، أو كما في الحديث القدسيّ، فيكون الحديث من الله، ووحي وكل شيء من النّبي صلّى الله عليه وسلّم وحي، لكن هذا الحديث معناه من الله على لسان النّبي صلّى الله عليه وسلّم.

ومن أمثلة الحديث القدسي:

الحديث القدسي الّذي يرويه البخاريّ ــ رحمه الله ــ من طريق أبي هريرة رضِي الله عنه،((قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إنّ الله قال من عادى لي ولياً فقد أذنته بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحبّ إليَّ ممَّا أفترضتهُ عليهِ، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببتهُ، كنت سمعهُ الّذي يسمع به، وبصره الّذي يبصر بهِ، ويده الّتي يبطش بها، ورجلهُ الّتي يمشي بها، وإن سألني لأعطينّه ولئن استعاذني لأعيذنّه)).

ثانياً : “الحديث المرفوع” هو الحديث الّذي يرفع إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أي بلغ باسنادهِ إلى مراتبة العليا المرفوعة، وسمي مرفوعاً لرفعته وسموّ مرتبتهِ بوصولهِ للنّبي صلّى الله عليه وسلّم، ومن أمثلة الحديث المرفوع ما نسب للنّبي صلّى الله عليه وسلّم من قول أو فعل أوتقرير، وأمثلة ذلك كثيرة.

ثالثا : “الحديث الموقوف” وهو ما توقَّف في رفعهِ عند الصّحابي، ولم يرفع إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومن الأمثلة على ذلك ما ينسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ( حدّثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أنْ يكذّب الله ورسوله)).

رابعاً: “الحديث المقطوع” وهو من اسمه مقطوع بانقطاع رفعه إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والصحّابي ، وهو ما نسب إلى التابعين، ومن أمثلة ذلك ما روي عن الحسن البصريّ رحمه الله تعالى أنه قال في الصّلاة خلف المبتدع: (( صلِّ وعليه بدعتُه)).


شارك المقالة: