الحسن البصري والحديث

اقرأ في هذا المقال


لقد كانت رحلة الحديث الشّريف من بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طويلة بدأت بصحابته عليه الصّلاة والسّلام ومن ثَمّ انتقلت إلى التّابعين الّذين أكملوا مسيرة من قبلهم استشعاراً بأهمية الحديث في التشريع الإسلاميّ، وكان اهتمام التّابعين بالحديث نقلاً وتدوين لحرصهم أن يلحقوا ركب الصّحابة قبل موتهم وانتقالهم إلى الأمْصار الإسلاميّة فظهر من المحدّثين الكبار في عصر التّابعين ، وها نحن بعد البحث نكتب في سيرة التابعيّ الحسن البصريِّ رحمه الله تعالى.

نبذة عن الحسن البصري

هو التابعي الجليل، الإمام الحسن بن يسار، مولى زيد بن ثابت الإنصاريّ، والبصريِّ لمكان إقامته بالبصرة، ولد في المدينة المنورة بخلافة الفاروق عمر، وأمّهُ خيْرة مولاة أمّ المؤمنين أمّ سلمة رضي الله عنها، نشأ بين الصّحابة رضوان الله عليهم وشهد خلافة عثمان واستشهاده رضي الله عنه قبل أن ينتقل إلى البصرة حيت تلقّى العلم والفقه هناك وأصبح من أكبر علمائها ومراجعها في الفقه والحديث، وكان يجلس إلى واصل بن عطاء قبل أن يعتزله وتخرج بعد ذلك فرقة المعتزلة، وروي أنّ الحسن كان له مجلسين للعلم أحدهما في المسجد بين العامة والآخر بين آل بيته، عاش ما يقارب التّسعين عاماً وتوفي في السّنة العاشرة بعد المئة من الهجرة.

روايته للحديث

كان الحسن البصري من كبار علماء التّابعين وفي رواية الحديث وكان عمر بن عبدالعزيز رحمه الله يفضّل الحسن على التّابعين، وقد روى الحديث عن كثير من الصّحابة الأجلاء رضي الله عنهم كأنس بن مالك وجابر بن عبدالله وجُندب بن عبدالله وعثمان بن عفّان رضي الله عنهم جميعاً، وروى عنه الحديث من التّابعين وأتباعهم كيونس بن عبيد وحميد الطّويل ومالك بن دينار وغيرهم عليهم رحمة الله.

في فضل الحسن

كان الحسن البصريّ رحمه الله من علماء عصرة وله الفضل عليهم، وقد روى المؤرخون أنّه عاش ببركة رضاعتة من أمّ المؤمنين أمّ سلمة حيث كانت أمّه مولاة لها، فكانت تذهب لتعمل وتتركه عندها فرضع منها، وقد روي عن أنس بن مالك أنّه سُئل مسألة فقال لسائلها أن يسأل الحسن البصريّ رحمه الله تعالى، وكان عمر بن الخطّاب يدعو للحسن البصريّ ببركة في العلم والفقه فبقول: (اللّهمّ فقِّهُّ في الدين وحبّبه إلى الناس).


شارك المقالة: