المشاكل الزوجية وحلولها في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


الخلاف بين الزوجين:

الخلاف: هو التضادّ وعدم التوافق الذي قد يؤدي إلى الاحتكاك أو التصادم بين طرفين اجتماعيين أو أكثر، وهذه الأطراف يمكن أن تكون عبارة عن أفراد أو أزواج، أو مجموعات أو ما شابه ذلك. وقد يكون هذا الخلاف ناتج عن حوار شديد أو معاملة سيئة من أحد الأطراف للآخر؛ لهذا السبب تحصل الخلافات.

من النادر في الواقع أن يعيش زوجان دهراً من عمرهما دون أن تطرأ في حياتهما بعض المشكلات والخلافات، فيجب علينا أن نتقبل فكرة الخلافات الزوجية على أنه أمرٌ لا مفرّ منه سواء هو خير أو شرٌ لا بد منه، ولا يَعني ذلك أن نستسلم للخلاف وألّا نأبه له عند حدوثه.

فالخلاف هو أمر يعكّر النفوس ويقتل بهجة الحياة الزوجية، وعلينا أن نفرّ منه بأي وسيلة، ولكن ينبغي أيضاً أن لا نظن أن الكارثة قد وقعت عند أي خلاف مهما كان، ويجب أن نعلم أيضاً أن لكل جرح دواء وعلينا أن نحاول دائماً ولا نيأس من العلاج مُطلقاً. ففوق هذه القاعدة نستطيع أن نؤسس حياة زوجية سعيدة.

بعض النصائح التي يجب اتباعها قبل تفاقم الخلاف بين الزوجين:

  • لاشك أن للكلمات الحادة، والعبارات العنيفة، والكلمات غير الموزونة، لها صدى يتردد باستمرار حتى بعد انتهاء الخلاف، علاوة على الصدمات والجروح العاطفية التي تتراكم في النفوس، لهذا ينبغي البعد عن الكلام الفاحش، والحط من النسب أو الجاه أو المكانة، أو سب الأسرة والأهل والأقارب أو حتى الكلمات القاسية الجارحة المهينة، أو الإشارة لعيوب ونقائص الطرف الآخر حتى لو كانت صحيحة.
  • لزوم الصمت والسكوت على الخلاف فهو حلٌّ سلبي مؤقت للخلاف، إذ سرعان ما تتراكم الخلافات معاً، وتصبح متعددة، وكثيرة عبر الزمن، لذا فلا بد من حلّها أولاً بأول بدون أنّ تؤجل. فكموت المشكلة في الصدور هي بداية للعُقد النفسية، وضيق للصدر المتأزّم بالمشكلة، فإمّا أن تتناسى وتترك ويعفي عنها ويرضى الطرفان بذلك، وإما أن تطرح للمناقشة والحل .
  • ولابد أن تكون التسوية شاملة لجميع ما يتخالج في النفس، وأن تكون عن رضا وطيب خاطر حتى لا يتجدد الخلاف أو تُثار المشكلة القديمة مع المشاكل الجديدة.
  • معرفة أثر الخلاف وشدة وطئته على الطرفين: فلا شك أن اختلاف المرأة مع شخص تحبه وتقدّره، يسبب لها كثيراً من الإرباك والقلق والانزعاج، وبخاصة إذا كانت ذاتُ طبيعة حساسة.
  • الابتعاد عن التعالي بالنسب أو المال أو الجمال أو الثقافة، فإن هذا من أكبر أسباب تقسيم العلاقات بين الزوجين ووضع حواجز هُم بغنى عنها. وروي مسلم عن عياض بن حَمّار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” إن اللَّهَ أَوْحَى إلى أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ وَلا يَبْغِ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ”.
  • عدم اتخاذ أيّ قرار إلا بعد دراسته، فلا يصلح أن يقول الزوج في أمر من الأمور لا أو نعم وهو لم يدرس الموضوع ولم يعلم خلفياته، ولم يُقدّر المصالح والمفاسد فيه، وهذا المتعجل سبيله دائماً التردد وتغيير القرار بعد الإلحاح، فتصبح كل الطلبات لا تأتي إلى بعد مشادّة وتعالي الأصوات في النقاش. أو أنه يعرف خطأ قراره، وسوءِ تصرفه، وضُعف تقديره للأمور فيلجأ إلى المخاصمة.
  • عدم استخدام أسلوب الصراخ الأعمى، ولتكن فرصة لتنفيذ وصية الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الغضب، فيا حبذا لو استطاع أحد الوالدين المبادرة بتغيير جو الخلاف باقتراح تغيير الحالة، كالخروج في نزهة أو ممارسة لعبة، أو تناول أكلة تهدئ وتلطّف الأجواء أو التعامل بمرح، أو إنهاء الخلاف سريعاً للتقليل من جو المشاحنات والخلافات، مع اقتراح آليات لإرجاع المناقشة في حال هُدوء كل الأطراف، مع مُحاولة أن يقوم الطرف الهادئ بتطييب خاطر الطرف الغاضب وبشكل يُعلِن الاحترام لهُ ولحالتهُ الشعورية.

كيف يتخلص الرجل من نشوز زوجته:

  • الوعظ: فالوعظ عبارة عن كلام رقيق يدخل إلى القلب، وهو أسلوب نافعٌ للزوجة حين يأتي في الوقت المناسب وبالقدر المناسب. وأن يجعل الرجل من نفسه خطيباً بالليل والنهار، وأن يُدخل على بيته وعائلته أجمل الكلام وأرق التعابير والألفاظ التي يستعملها في بيته ومع زوجته وأبنائه.
  • الهجران في المضاجع: وهو ترك فراش الزوجة وقت النوم فقط وهو نافع إذا لم تفلح الوسيلة التي سبقتها، وهي أنّ يَعِضها ويستخدم معها أسلوب الحوار النافع.
  •  الضرب: والمقصود به إيقاظ شعور امرأة بليدة الطبع لم تستفد شيئاً بالوسيلتين الآنفتين، وهي وسيلة لا يلجأ إليها الأخيار عادة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما اشتكى إليه بعض النساء من ضرب أزواجهم لهم وعظ الرجال وقال:”إنه قد طاف بآل محمد نساء يشتكين أزواجهن”. ثم قال:”وليس أولئك بخياركم” أي من يضرب زوجته.
  •  علينا الاستعانة بالمصلحين من أقارب الزوج والزوجة:وهذا آخر المطاف إذا عجز الرجل عن التقويم، فعليه أن يستعين بحكم من أهله وحكم من أهل زوجته، فيكونا أقدرعلى تفهّم مشاكلهما لأن صاحب المشكلة كثيراً ما يعمى عن حلها.
    فقد جاء قول الله تبارك وتعالى:“واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن، واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً، وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً”.النساء34:35.

 


شارك المقالة: