الراوية عائشة بنت أبي بكرالصديق

اقرأ في هذا المقال


إلى بيت أزواج النّبيّ نشدُّ رحالنا، حيث أحكام الأُسرة والزوجية، حيث أُمهاتنا اللاتي حملْنَ راية الحديث النبوي الشريف، إلى أمِّ المؤمنين عائشة، مصدر من مصادر حديث الرّسول ــ صلّى الله عليه وسلم ــ ومن أكثر الرُّواة بعد أبي هريرة، وعبدالله بن عمر، وأنس بن مالك، ومن أحبّ زوجات النبيّ إليهِ ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ وأعلمهنّ بالفقه والحديث، وكانت ناقلة لأحكام في بيت النّبي ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ

اسمها ونسبها:

هي أمُّ المؤمنين، عائشة بنت أبي بكر الصديق ــ رضي الله عنها ــ يلتقي نسبها بالنّبي ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ في مرّة بن كعب، وأبوها عبدالله بن أبي قُحافة من بطون قريش، كان من أكثر الصّحابة صُحبة بالنّبي ــ صلّى الله عليه وسلم ــ وأول الخلفاء الراشدين، وأمّها أمّ رومان، من اللّواتي أسلمْنَ وهاجرْنَ إلى المدينة المنوّرة، وتكنّى بأمِّ عبدالله، ولها من الأخوة عبدالله، وعبدالرحمن وأسماء، ومحمّد، وأمّ كلثوم.

ولادتها وزواجها:

ولِدت السيدة عائشة الصّديق قبل الهجرة بسبع سنوات، وهو ما أوردهُ البخاري، وخطبها النّبيّ ــ صلّى الله عليه وسلم ــ وتزوجها بعد الهجرة وكانت بنت تسع سنين، وكانت من أمّهات المؤمنين الغيورات على النّبيّ ــ صلى الله عليه وسلم ــ وكانت قريبة من النبيّ مُفضلة على غيرها.

عائشة الصّديق وروايتها للحديث النّبويّ

كانت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق من أعلم نساء النّبيّ ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ وكانت مرجعاً لأهل العلم والحديث، وكان الصّحابة رضوان الله عليهم يرجعون إليها في مسائل الفقه والحديث، وكانت معروفة بحفظها للحديث النّبوي الشريف، وروايتها له، وقد ساعد أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر في طلبها للحديث، وإكثارها منه، قربها من النّبي ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ وإلحاحها في السؤال في كثير من المسائل للنّبي عليه السّلام، بالإضافة إلى أنّها تزوّجت النّبيّ عليه السّلام صغيرة، وكانت في سنٍّ يسمح لها بلَمِّ علوم الحديث، وكانت ــ رضي الله عنها وأرضاها ــ فقيهة، فقد كان عمر ابن الخطّاب يُحيل إليها بعض مسائل القضاء والفقة، وذلك لموفور خزينتها من أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

روت السيدة عائشة بنت أبي بكر عن النّبيّ ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ ما يزيد عن 2210 حديث، وروت عن عدد كبير من الصّحابة، ونقلت العلم لكثير منهم ومن التابعين.

وفاتها:

توفيت السيدة عائشة أم المؤمنين في أواخر الخمسينات من القرن الأول الهجري، وتركت وراءَها علماً في الحديث ينتفع بها إلى يوم القيامة، فجزاها الله عنّا وعن أمَّة محمّد ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ واجمعنا بها وبأبيها في دار النعيم مع النبّي المصطفى صلّى الله عليه وسلّم.


شارك المقالة: