الرد على خصوم الإسلام في تقولهم عن مشروعية الحدود

اقرأ في هذا المقال


الحكمة من مشروعية الحدود:

الحكمة من مشروعية الحدود: لقد شرعت الحدود الشرعية؛ وذلك زجراً للنفوس عن ارتكاب المعاصي، والاعتداء على حرمات الله تعالى، فيتحقق هناك الطمأنينة في المجتمع وإشاعة الأمن والاستقرار بين أفرادها. كما أن فيها تطهيراً للعبد في الدنيا؛ وذلك لحديث عباده بن الصامت مرفوعاً في البيعة، وقال فيه:” ومن أصاب شيئاً فعوقب به فهو كفارته”.

الرد على خصوم الإسلام في تقوّلهم عن مشروعية الحدود:

لا شك أنك تسمع من خصوم الإسلام وأعداء تشريعه عبارات تنبىء عن الاشمئزاز من أن تكون عقوبة السارق قطعاً لليد، وعقوبة الزاني المحصن الرجم، وبذلك ينبغي الرد على ذلك.
أولاً: إن سبب اشمئزاز خصوم الإسلام وأعدائه من عقوبة القطع والرجم، هو كونهم خصوماً للإسلام قبل كل شيء، فلا يريدون أن يحكّموا عقولهم في حقيقة هذه الحدود، وأسبابها وأهدافها ونتائجها ودوافعها وشروطها، إذ أن من المعلوم بداهة أن الخصم حينما يمارس خصومته؛ إنما ينطلق من دافع أنه خصم، قبل أن ينظر فيما يقتضيه المنطق والحق والتفكير السليم، وإلا لم يكن اسمه خصوماً.
وهذه الحقيقة تجعل النقاش مع مثل هؤلاء الناس في جزئية من جزيئات الإسلام، الذي هم خصومه كجزيئة الحدود مثلاً سعياً عبثاً لا طائل من ورائه، ولا يؤدي إلى النتيجة المطلوبة.
ثانياً: إن المنهج المنطقي الذي نسير على أساسه في تقبّل هذه الأحكام والإيمان بها، والتعيين بأنها الدواء الذي لا بديل له للمجتمع؛ هو اعتقادنا بأن القرآن الكريم الذي تضمّن هذه الأحكام وغيرها؛ إنما هو كلام الله المنزّل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وحياً، وإذ كان إيماننا بالله وكتابه حقيقة مفروغاً منها؛ فلا سبيل إلى تسرب أي شك أو وسواس في روعة هذه الأحكام ودقة فائدتها وضرورة التشبث بها، ومحال أن يشتك في شيء من هذه الأحكام إلا من تشكّك قبل ذلك بالله عز وجل، وبأن هذا القرآن كلامه، وبأن محمد صلى الله عليه وسلم نبيه، وإنما يناقش هذا الإنسان في الأصل الذي تفرّع منه هذا الشك، لا في الفرع الصغير الذي هو ثمرة الكفر الكبير.
ثالثاً: نتجاوز عن بعض ما يقوله علماء النفس عن خطورة السرقة واليد التي تعتاد عليها، وأن مثل هذه الجرائم تنقلب في كيان أصحابها إلى أمراض متأصلة، لا يجدي في علاجها شيء من العقوبات التقليدية المألوفة، ونتجاوز الحديث عن خطورة الزنى وسوء عاقبته في المجتمع من جميع الجوانب، ولا سيما إصابته بمرض الإيدز الذي أخذ ينتشر في المجتمع الذي يبيح الزنى، والذي أصبح يهدده بالخراب والدمار.
وبينما نحن ننظر إلى الأمة التي تقيم فيما بينها حدود الله تعالى وأحكامه، فنجدها أمة ملتزمة تنعم بالأمن والرفاهية والخلو من هذه الأمراض التي تعصف بحياة البشر، وتؤدي إلى دمارهم وهلاكهم.


شارك المقالة: