الزكاة إغناء للفقير وليست إفقار للغني

اقرأ في هذا المقال


في أيامنا هذه نجد أن بعض الفتاوى في أحكام الزكاة، قد وصلت إلى حد مخالفة مقاصد الشريعة الإسلامية، فكثرت الاجتهادات والفتاوى التي تفرض الزكاة على من لا يقدر عليها، وبالتالي اتساع دائرة الفقر، وزيادة المشكلات التي فُرضت الزكاة من أجل التخلص منها.

الزكاة إغناء للفقير:

فرض الله عز وجل الزكاة لإعانة الفقراء، وإخراجهم من دائرة الفقر، وأفتى علماء الفقه السابقون بهذا الأمر، وقالوا بأن أموال الزكاة تصرف لصالح الفقير، وخاصة مَن يمتلك حرفة، فيُشترى له ما يلزم لمساعدته على العمل بحرفته، وذلك لتمكينه من توفير ما يلزمه من ضروريات الحياة وحاجياتها، والاستغناء عن سؤال الناس وطلب العون والمساعدة منهم، لدرجة أنه في بعض الأحيان قد يتمكن الفقير من إخراج زكاة أمواله، بعد مرور الحول من تحصيل الأموال، مقابل العمل في حرفته.

الزكاة ليست إفقار للغني:

نجد الآن أن الزكاة أصبحت مصدراً لإفقار بعض الناس، الذين يمتلكون رؤوس أموال قليلة، فيفرضون الزكاة عليهم ويجبرونه على دفعها قصراً، مما يؤدي إلى تآكل رؤوس أموالهم التي تشكل مصدر دخل أساسي لهم، ليصل بهم ذلك إلى مستو الحاجة والفقر، ويضطر بعضهم إلى سؤال الناس ومد أيديهم للعون.

وقد وردت في أيامنا هذه الكثير من الفتاوى في موضوع إخراج الزكاة، عن طريق وسائل الإعلام، يسأل فيها بعض الناس عن مقادير الزكاة، ونسبتها في أموالهم، لنجد أن أغلب الإجابات تكون في غير مصلحة السائل، وفيما يُخالف المقصد الأساسي لفريضة الزكاة، ونجد أن أغلب هذه الفتاوى كانت سبباً في انحدار مستوى معيشة الناس والوصول بهم إلى الفقر والحاجة.

وللوصول للحد من هذه الظاهرة لا بد من اللجوء إلى ما يُسمّى بالمرونة، ومراعاة ظروف الناس وأحوالهم خلال تحديد مقادير الزكاة، والأصناف التي تجب عليهم الزكاة، للمحافظة على سلامة أوضاعهم، والتأكيد على عدم الإضرار برؤوس الأموال التي تشكل أساس حياة بعض الناس وسبيل استمرار معيشتهم، وبالتالي الحد من اتساع دائرة الفقر، وتحقيق الهدف المقصود من فريضة الزكاة.

فالدين الإسلامي دين يسر لا عسر، وجاءت أحكامه بما يتوافق مع ظروف الناس وأحوالهم، وعدم التضييق على أحدهم، فالله تعالى رحيم بعبادة، وأعلم بما يستطيع الإنسان تحمله، لذلك لا يكلف الله نفساً إلّا وسعها.


شارك المقالة: