اقرأ في هذا المقال
أمر الله تعالى العباد باتباع أوامره، وطاعة رسوله الكريم، والالتزام بما جاء في القرآن والسنة، والابتعاد عن البدع والشبهات، التي تتناقض مع مقتضيات الدين وأحكامه، وسنتعرف هنا عما يتعلق بأمور السنة والبدعة ضمن إطار العقيدة الإسلامية.
ما هي البدعة؟
البدعة هي كل أمر يتعلق بأفعال العباد ومعاملاتهم، لكن لم يكن مما قام عليه الشرع، وليس فيه أي نص شرعي يدل على صحته، وأنكر الإسلام البدع على أصحابها، واعتبر الإيمان بالبدع نوع من أنواع الشرك بالله تعالى، فقال عز وجل: “أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ”سورة الشورى 21.
وهناك مَن يعتبر بعض هذه البدع أنها بدع حسنة، ولا بأس في التعامل بها في الإسلام، لكن لا بدع في الإسلام وإن كانت حسنة في نظر البعض، فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: “إيَّاكم ومحدَثاتِ الأمورِ، فإنَّ كلَّ مُحدثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ” رواه النسائي.
ما هي السنة الحسنة؟
هناك في الإسلام ما يُعرف بالسنة الحسنة، وهي أفعال ومعاملات حسنة، يكون لها أصل في أحكام الدين الإسلامي، مثل الصدقات، ويُؤجر مَن يسُن في الإسلام سنة حسنة، اعتماداً على قول الرسول _عليه الصلاة والسلام_: “مَن سَنَّ سُنَّةً حَسنةً فعمِلَ بِها، كانَ لَهُ أجرُها وَمِثْلُ أجرِ مَن عملَ بِها” رواه مسلم.
ما هي أنواع البدع؟
تعددت أنواع البدع في نظر الدين الإسلامي، منها البدع المكفرة التي تتمثل بالشرك بالله تعالى أثناء الدعاء، أو الاستعانة بغير الله تعالى، مثل دعاء الأموات، أو الاستعانة بالغائبين عند العمل، وتوجيه الأفعال لغير الله تعالى.
ومنها البدع المحرمة التي تتضمن الترجي والتوسل، ببعض الناس إلى الله تعالى، وتقديس القبور بالبناء عليها والصلاة إليها. وهناك بعض البدع المكروهة في الإسلام، مثل تزيين المساجد بالزخارف الفارهة، تأدية صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة في المسجد، وغيرها من الأفعال التي كرّهها الإسلام من البدع.
ما حقيقة التقليد والزهد في الإسلام؟
لا يجوز للعبد المسلم أن يعمل في أحكام الإسلام تقليداً، لكن يجب عليه أن يفهم أحكام الدين، ويتأكد من صحة ما سيقوم به في الكتاب والسنة، أو ما سار عليه السلف الصالح بعد رسول الله _عليه الصلاة والسلام_، وينطبق ذلك على ما يتعلق بأصول الدين.
أمّا التقليد في أمور الدين الفرعية، فقد أجازه الفقهاء من خلال السير على مذهب واحد وتقليده، مع عدم متابعة الرخص في المذاهب الأخرى، والأفضل العمل بما ورد فيه دليل صحيح ومباشر.
والزهد في الإسلام ألّا يفضل المسلم الدنيا ويؤثِرُها على الآخرة في غايته من أفعاله، لكن يجب أن يوجه أفعاله في سبيل نصرة الدين في الدنيا، والفوز في الآخرة، ولا يكون الزهد بترك متطلبات حياته، والعيش على سبيل الضعف والدروشة.
ولا يتناقض الزهد في الحياة مع استغلال طاقات الإنسان في الدنيا، وتنمية مواهبه وقدراته، لعدم تأخر الناس عن التطورات والتغيرات التي تحصل في حياتهم، وترقيتهم بالدين، ومنع سيطرة الباطل والبهتان عليهم وعلى دينهم.