السنة النبوية

اقرأ في هذا المقال


تعريف السُّنّة النبويّة

السُّنن في الّلغة من سنّ الشيء، أي شرَّع ووضع منهاجاً وطريقة.

وفي الإصطلاح هي : الطريقة، والهيئة، والشّريعة، وقد تعني العادات والتقاليد الموروثة وغير الموروثة.

أما السّنة النبويّة فهي: كل ما ورد عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم من قول، أو فعل، أو تقرير، ما كان على سبيل التّشريع والإقتداء، وقد تحمل مفهوم الصّفة الخُلُقية، فيما يتّصل بأخلاقِ النبي صلّى الله عليه وسلّم، وما بثّ في أمّته عليه الصّلاة والسّلام، من صفات أخلاقية، كالصّدق، والأمانة، والتّسامح، والرّحمة، والعفو، والعطف على الصّغير، والعدل بالتعامل مع الآخرين، والتي هي من صفات الّذين اصطفاهم الله من بين الناس جميعاً، وهم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً.

وعرّف فُقهاء السنّة حسب تصنيفهم بأنّها: كلّ ما ورد عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما ليس على سبيل الإلزام ، ولا يكون على سبيل الوجوب.

منزلة السُّنّة النبوية الشّريفة

تُعتبر السنّة النّبويّة الشريفة المصدر الثاني في التّشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، وقد أمر الله تعالى المؤمنين بالرّجوع إليها فقال تعال: (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون) 132 سورة آل عمران، وتظهر مكانه السنّة النّبويّة الشريفة فيما يلي:

1ـ السنّة مبيّنة لمجمل القرآن الكريم

فقد بيّن الله تعالى أن مُهمّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم هي بيان مانزّل إليه من الله تعالى من أحكام جاءت عامّة وغير موضّحة، فجاءت السنّة النّبويّة الشريفة لتبيّنها، كمواقيت الصّلاة، وأنصبة الزكاة، وكيفية القيام بالعبادات المفروضة، وغيرها من ما جاء بصورة عامة.

2ـ السنّة مؤكدة للقرآن الكريم

وهي أن تأتي السنّة النّبويّة مؤكِّدة لأحكام وردت في القرآن الكريم، ومثال ذلك ماجاء من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن الإسلام فقال 🙁 الإسلام أن تشهد أن لا إله إلّا الله، وأن محمّداً رسول الله، وتُقيم الصّلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان وتحجّ البيت إن استطعت إليه سبيلاً)، ففي ذلك تأكيد السنّة النّبويّة الشريفة لما جاء بالقرآن من هذه الأحكام.

3 ـ السنّة تأتي بحكمٍ جديدٍ

وهي أن تأتي السنّة النّبويّة الشّريفة بحكم جديد، لم يرد في القرآن الكريم، وفي ذلك تأكيد على أن النّبي صلّى الله عليه وسلّم مؤيد بالوحي، وماينطق إلا عن وحي من الله، ومن أمثلة ذلك : حُكم تحريم الجمع بين المرأة وعمّتها، والمرأة وخالتها، وهو حُكم لم يرد في االقرآن، فقد ورد في القرآن تحريم الجمع بين الأختين فقط، فجاءت السنّة النّبويّة بالحكم الجديد.

4 ـ السنّة مفسّرة للقرآن الكريم

فقد تأتي السنّة مفسرة لأحكام وآيات لم يفهمها الصّحابة من القرآن الكريم عند نزولة، ففسّرها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالسنّة النّبويّة الشّريفة.

أقسام السنّة النّبويّة الشّريفة

أولاً : السنّة القوليّة

وهي ما ورد عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من الأقوال، وهي كثيرة لا تُحصى نجدها في كتب الحديث، ومنها قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ((إنّما الأعمال بالنيّات)) .

ثانياً: السنّة الفعليّة

وهي ماورد عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم من أفعال، كفعل النّبي للصّلاة، وتعليم الصّحابة كيقيتها، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : (صلّوا كما رأيتموني أصلي)).

ثالثاً: السنّة التقريريّة

وهي ما شهده النّبي صلى الله عليه وسلم فأقرّه، إمّا بالسّكوت أو الموافقة، وهي كثيرة، ومثال ذلك ماتروي أمُّ المؤمنين عائشة فقالت: لقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يوماً على باب حُجرتي والحبشة يلعبون في المسجد، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم).

الخاتمة

من ما سبق يتبين لنا أهمية السنّة النبويّة الشريفة في تشريعنا الإسلامي، وواجبنا نحن كأمّة بُعِث لها نبيُّ الرّحمة محمّد صلّى الله عليه وسلّم، أن نقتدي به، ولا يجوز أن نكتفي بالقرآن الكريم وحده، ونترك ما جاء منه صلّى الله عليه وسلّم.


شارك المقالة: