الشذوذ في الحديث

اقرأ في هذا المقال


لقد ظهر من بعد النّبي صلّى الله عليه وسلّم لا سيّما من عصر تدوين الحديث علوم ودراسات في علم مصطلح الحديث، ومن الدراسات ما كانت تختص بدراسات في أسانيد الحديث الشريف ورجالة، ومنها ما كانت مختصّة بمتون الحديث الشريف، وقد ظهر ما يسمى الاختلاف في رواية الحديث، فدخل الاختلاف ضمن أُسس منهجية تحلّ كل الاختلاف، إمّا بالتقريب بين المختلفين في الرواية أو قبول أحدهم ورفض الآخر، ومن مباحث اختلاف رواية حديث النّبي صلّى الله عليه وسلّم الشذوذ والحديث الشاذ، فما هو الشذوذ في الحديث؟ وما أقسامه؟ وماهي حجيّة الحديث الشاذ؟.

مفهوم الشذوذ والحديث الشاذ

الشذوذ لغة من المخالفة والاختلاف.

وفي اصطلاح المحدّثين: ما تفرّد في روايته المحدّث مخالفاً لمن هو أوثق منه سواء كان بعدد الرواة المخالفين أم بصفاتهم، والحديث الشاذ هو الحديث المختلف من المقبول مخالفة للأولى في القبول.

أقسام الشاذ

إنّ الشذوذ والحديث الشَّاذ من حيث موقع المخالفة ينقسم إلى قسمين:

1ـ شاذ في السَّند: أن يكون الراوي مخالفاً لمن هم أوثق منه بعدد وأصل من أصول الحديث، وأن يوي حديثاً ورد عند من هو أقوى منه بأنّه من طريق آخر غير الذي أورده الرَّاوي الشّاذ.

2ـ شاذ بالمتن: بأن يأتي الحديث بحكم مخالف لما جاء عند الجمهور بفعل أو قول، ولا يوجد له متابع يقوّي تلك الرواية.

حجّية الحديث الشاذ

إنَّ الحديث الشَّاذ وفيما حصل فيه من الخلاف كان موضع دراسة وإختلاف بين العلماء في حجيّته، فذهب أكثر علماء الحديث إلى ردِّه وعدم العمل به لمخالفته لمن هو أجدر أن يوخذ به من الأحاديث، وخاصّة إذا كان الشذوذ من طريق راوٍِ فيه نقد، أو غير ثقة.

مثال على الشاذ من الحديث

هناك حديث في سُنن الترمذي مثلاً عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال:((إذا وقعت الفأرة في السَّمن ، فإن كان جامداً فألقوها وما حولها، وإن كان مائعاً فلا تقربوها))، وقد ورد بلفظ آخر، وهذا اللفظ من طريق الرَّاوي معمّر عن الزهري عن سعد عن أبي هريرة رضي الله عنه ، ولكن نغيره ممَّن هو أوثق منه في الرواية رووه من طريق آخر ينتهي إلى ابن عباس عن ميمونة بلفظ مختلف ((انزعوه وما حوله فاطرحوه)).


شارك المقالة: