الصحابية أم هاشم بنت الحارثة

اقرأ في هذا المقال


نشأت الصحابية الجليلة في بيت يتصف أهله بالإسلام، وكانت عائلتها مسلمة جميعهم، وأمها هي أم خالد بنت خالد بن يعيش الأنصارية من بني مالك، بايعت وأسلمت بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام، وكانت زوجة الحارثة بن النعمان النجاري وأنجبت منه عبد الرحمن وأم هشام و عمرة وعبد الله، وسودة.

الصحابية أم هاشم بنت الحارثة

والدها هو حارثة بن النعمان، وهو من أفضل الرجال، وكان من المؤمنين السابقين والصادقين الذين سارعوا في الدخول إلى الإسلام، وقد عرض بيته رضي الله عنه على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم سمع صوت والدها الصحابية أم هاشم حارثة بن نعمان في الجنة.

أعلنت أسرة الحارثة بن النعمان كلها إسلامها في وقت من أوقات الحج، حيث قام النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالتعرف على جماعة من الخزرج في يثرب، ودعاهم إلى الدخول إلى الإسلام، وتلا عليهم بعض آيات وسور القرآن الكريم، فدخل الإسلام إلى قلوبهم، ونشروا الإسلام بعدها في صفوف الأوس والخزرج، وفي السنة التي تليها، بايع اثنا عشر من الرجال منهم رسولنا الكريم محمد الله صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة، فبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم شخص من أفضل الصحابة ليعلم الناس الدين الإسلامي ويفقههم في السنة النبوية الشريفة والحديث النبوي، وهذا الصحابي هو مصعب بن عمير.

عندما ذاع خبر هذا الداعية إلى الحارث بن النعمان، أعلن الدخول إلى الإسلام، وفرح بشكل كبير بإسلام والدته، وقد كان ابناً باراً لها، وأسلمت بعد ذلك العائلة جميعها، من ضمنهم الصحابية أم هاشم بنت الحارثة، وعاشت العائلة في رعاية الإسلام وبالقرب من الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كانت أم هاشم بنت الحارثة مجاورة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام عندما أقام في دار أبي أيوب الأنصاري، فتعلمت من صفاته الكريمة، وارتوت من جميل صفاته وسيرته العطرة.

وبايعت الصحابية أم هاشم بنت الحارثة رضي الله عنها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في بيعة الرضوان، فرضي الله تعالى عنها، وكان والدها يتردد دائما على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، مما جعلها تتأثر وترى نور النبوة عن قرب وتتشبع بصفات النبي الكريم محمد عليه افضل الصلاة والسلام، وأخلاقه وأخلاق زوجاته المعروفات بأمهات المؤمنين، وكانت تتابع أنباء الدين الإسلامي بترحيب عظيم وفرح وتسعد بانتشار الدين الإسلامي في أنحاء المدينة المنورة.

حفظت الصحابية هاشم بنت الحارثة بن النعمان الأنصارية سورة ق والقرآن المجيد من لسان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت تقول رضي الله عنها: كانت تنورنا وتنور رسول الله واحدًا وما حفظت، قال الله تعالى: “ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ”، سورة ق، 1، 2، 3، 4،5،  إلا من موت النبي صلى الله عليه وسلم.

عن هاشم بنت الحارثة بن النعمان رضي الله عنها قالت: “ما أخذت قَ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس”، رواه مسلم.

فضل الصحابية أم هاشم بنت الحارثة رضي الله عنها

نالت بنت الحارث رضى الله تعالى، وبايعت هاشم بنت الحارثة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في بيعة الرضوان فكانت ممن قد أنزل الله تعالى قوله عز وجل في المؤمنين الصادقين الذين بايعوا الرسول الكريم: “لَّقَدْ رَضِىَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجرَةِ فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَٰبَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا، وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا”، سورة الفتح.

فبايعت الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام على الموت، في شهر ذي القعدة من العام السادسة للهجرة، عندما أراد النبي محمد عليه الصلاة والسلام أن يخرج إلى مكة المكرمة بقصد الاعتمار، فتجمع حوله عليه الصلاة والسلام ألف وأربعمائة من المؤمنين الصادقين.

وكانت الصحابية هاشم بنت الحارثة ممن بايع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، عندما اعتقد المسلمون أن أهل قريش قد قتلت عثمان، وعلمت الصحابية أم هشام بسبب هذه المبايعة بأنها ستدخل الجنة، قال النبي عليه الصلاة والسلام “لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة”، رواه أبو داود وصححه الألباني.

حرصة هاشم بنت الحارثة على طلب العلم، كانت رضي الله عنها تحفظ القرآن الكريم، وتهتم كثيرا بأحاديث النبي محمد عليه الصلاة والسلام حتى أصبحت من رواة الحديث، وروت عنها كذلك أختها عمرة، ويحيى بن عبد الله، ومحمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، وحبيب بن عبد الرحمن بن يساف

صفات الصحابية أم هشام بنت حارثة

نشأت في رضي الله عنها في عائلة مسلمة، وكانت تمضي حياتها مع كتاب الله تعالى وسنة نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في جو مليء بالإيمان، وصدق العقيدة الإسلامية، أحب النبي عليه الصلاة والسلام والدها؛ لأنه كان يتصف بصدق الإيمان وصفاء السريرة، توفيت رضي الله عنها بعد أن تركت صفاتها العطرة، فكانت من خير الصحابيات المؤمنات اللواتي صدقوا ما عاهدوا عليه الله تعالى.


شارك المقالة: