الطواف بالبيت الحرام

اقرأ في هذا المقال


الطواف:

الطواف جاء في الصحاح: طاف حول الشيء يطوف طوافاً وطوافاناً، وتطوف، واستطاف، ورجلٌ طافٌّ أي كثير الطواف، وطائف بلاد ثقيف، والطائف من الشيء قطعةٌ منه… وتَطَوّفَ الرجل، أي طافَ، وطوَّف أي أكثر التطواف.
الطواف شرعاً: وهو الطوّاف سبعةُ أشواطٍ حول الكعبة المشرفة بنيَّة الطواف على صفة مُخصوصةٍ.

اتَّفق أهل العلم على استحباب الطواف بالكعبة سبعة أشواط بدون إحرام،  ويسمّى “أسبوعاً”  وورد في فضله الأجر العظيم.

فعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ يقول: “من طاف بهذا البيت أسبوعا أي سبعة أشواط فأحصاه كان كعتق رقبة“.
 وسمعته يقول:“لا يضعُ قدمًا ولا يرفع أخرى إلا حطّ الله عنه خطيئةً وكتب له بها حسنة”رواه احمد، الترمذي، البغوي، وهذا حديثٌ حسن.
ويستحبُ له بعد الطواف أن يصلّي ركعتين خلف مقام إبراهيم لقول الله تعالى:“وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى” البقرة:125.
ولا يُشرعُ للطائف هنا الرَّمَل: وهو إسراع الخطى مع تقاربها في الأشواط الثلاثة الأولى كما هو الحال في طواف العمرة، كما أنه لا يُشرع له الاضطباع :وهو كشف الكتف الأيمن وتغطية الكتف الأيسر ولا الإحرام.

ماحكم تكرار الطواف؟

لا بأس بتكرار الطواف وهو مشروع وأجمع عليه المسلمون إجماعا عملياً، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: “إنَّ مسحهُ يحط الخطايا” في حديث ابن عمر، وهذا لا يكون إلَّا مع الطواف، “فإن مسحهُ يحط الخطايا حطّاً” وهذا دليل على مشروعية المسح، وتكرارالمسح، ولا يكن تكرار المسح إلّا مع تكرار الطواف.
يُستحب تكرار الطواف كلّما دخل المسجد الحرام، بل وكلّما سنحت لهُ الفرصة، وهو أفضل من مجرد قراءة القرآن في الحرم، فإنّ الطَّواف عبادة لا يمكن أداؤها إلَّا في الحرم المكي، فعليهِ استغلال أوقاتهِ أثناء زيارتهِ ومكوثهِ في الحرم.
وقال السيوطي: “لم يذهب أحدٌ إلى كراهية تكرار الطواف، بل أجمعوا على استحبابهِ” (الأشباه والنظائر).

صفة الطواف:

صفة الطواف بالبيت الحرام هو أن يَبتدِئ طوافُهُ من الركنِ الذي فيه الحجر الأسود فيستقبله ويستلمهُ ويقبلهُ إن لم يؤذِ الناس بالمزاحمة، فيحاذي بجميع بدنهِ جميع الحجر ويمّرر بدنه على جميع الحجر، وذلك حيثُ يصير جميع الحجر عن يمينهِ، ويصير منكبهُ الأيمنُ عند طرفِ الحجرِ، ويتحقَّق أنه لم يبقَ وراءه جزءً من الحجر.
ثم يبتدئ طوافهُ مارّاً بجميع بدنهِ على جميع الحجَر، جاعلاً يساره إلى البيت، ثم يمشي طائفاً بالبيت ثم يمرّ وراء الحِجْر، ويدور بالبيت، فيمرّ على الركن اليماني، ثم ينتهي إلى ركن الحَجَر الأسود، وهو المحل الذي بدأ فيه طوافه، فتمّ لهُ بهذا طوافةً واحدةً، ثم يفعل ذلك حتى يُتممّ السبعة من الأشواطِ.
ثم يدور حول الكعبة حتى ينتهي إلى الركن الرابع المسمّى بالركن اليماني، ثم يمر منهُ إلى الحجر الأسود، فيصلُ إلى المكان الذي بدأ منه فيكمل له حينئذٍ طوفةً واحدةً، ثم يطوف كذلك ثانية وثالثة حتى يكمل سبع طوافات، في كلّ مرةٍ

ماهو سرّ الطواف بالبيت الحرام؟

قال تعالى:“وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ“(التوبة:3).

فرضَ الله تعالى الحج والعمرة بمكة المكرمة خاصة جعلها الله تعالى فيها.
ومن كرامات هذا المكان أنَّ الله قد اختصهُ بأن يكون أول مكانٍ يُعبد فيهِ الله على الأرض، وفي كلا الشعيرتين الحجّ والعمرة.

يُطالبُ المسلم بالطّواف حول البيت الحرام سبعةُ أشواطٍ، بدءاً من الحجر الأسود وانتهاءً بالحجر الأسود، وهذا الطوافُ يتمُّ عكس عقارب الساعة، وهو نفس اتّجاه الدوران الذي تتمّ فيه حركة الكون من أدقّ دقائقهِ إلى أكبر وحداته.
فالإلكترون مثلاً يدور حول نفسه، ثم يدور حول نواة الذرة في نفسِ اتجاه الطّواف عكس عقارب الساعةِ، والذراتُ في داخل السوائل المختلفة تتحرك بحركةٍ موجبة .

حتى في داخل كل خليةٍ حيّة تتحرك حركة دائرية، فالبروتوبلازم يتحرك حركةً دائرية في نفس اتّجاه الأرض فتدور حول الشمس، والقمر يدور حول الأرض، والمجموعات الشمسية تدور حول مركز المَجرَّة، والمجرَّةُ تدور حول مركز تَجمع مجرّي، والتَجمعُ المجريُّ يدور حول مركز الكون، لا يعلمهُ إلّا الله عكس عقارب الساعة.

وكذلك أن البيضة عندما تخرجُ من المبيض إلى قناة الرحم، قناة “فالوب” في رحلتها إلى الانغراس في بطانة الرحم فتدور حول محورها بعكس اتّجاه عقارب الساعة، وهي تحيطها الحيوانات المنوية في دوران عكس اتّجاه عقرب الساعة، مثل دوران الحجيج أو ما يسمّى بالطواف حول الكعبة، ومن الغريب أيضاً في كافة أجسام الكائنات الحية.
وهي تتكون من البروتينات، وهي جزيئات مُعقدة للغاية لبناتها الأحماض الأمينية، وهي مكوّنة من خمسة عناصر: “الكربون والهيدروجين والأكسجين والكبريت والنتروجين” وهذه العناصر تترتب حول ذرة الكربون، وتترتَّب ترتيباً يسارياً أي نفس اتّجاه الطواف حول الكعبة .


شارك المقالة: