العلامات الصغرى ومنها "كلام السباع والجمادات للإنس"

اقرأ في هذا المقال


كلام السباع والجمادات للإنس:

إن من أشراط الساعة الكبرى هي كلام السباع للإنس، وكلام الجماداتِ للإنسان، وإخبَارها بما حدث في غيابه، وتكلّم بعض أجزاء الإنسان، مثل الفخذ يُخبر الرجل بما أحدث أهله بعده. فقد جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاء ذئب إلى راعي الغنم، فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي حتى انتزعها منه، قال: فصعد الذئب على تلّ فأقعى، واستذفرَ، فقال: عمدتُ إلى رزقٌ رزقنيهِ الله عزّ وجل انتزعته مني، فقال الرجل: تالله إن رأيتُ كاليومِ ذئباً يتكلّم! قال الذئب: أعجبُ من هذا رجلٌ في النخلات بين الحرّتين يُخبركم بما مضى وبما هو كائن بعدكم، وكان الرجل يهوديّاً، فجاء الرجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وأخبره، فصدّقه النبي عليه الصلاة والسلام، ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام: إنها أمارةٌ من أمارات بين يدي الساعة، قد أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى تُحدّثه نعلاه وسوطهُ ما أحدث أهله بعده” رواه الإمام أحمد.
وفي رواية له عن أبي سعيد الخدري، فذكر القصة إلى أن قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام، صدق والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة حتى يكلّم السباعُ الإنس، ويكلّم الرجُل عذبةُ سوطه، وشِراكُ نعله، ويخبره فخِذُه بما أحدث أهلهُ بعده”. مسند أحمد.

تمني الموت من شدة البلاء:

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:” لا تقوم الساعة حتى يمرّ الرجل، فيقول: يا ليتني مكانه” صحيح البخاري. وعنه رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى عليه وسلم” والذي نفسي بيده، لا تذهبُ الدنيا حتى يمرّ الرجل على القبر، فيتمرّغ عليه، ويقول: يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدّين، إلا البلاء” صحيح مسلم.
وتمنّي الموت يكون عند كثرة الفتن، وتغيّر الأحوال، وتبديل رسوم الشريعة، وهذا إنّ لم يكن وقع، فهو واقعٌ لا محالة.
قال ابن مسعود رضي الله عنه:” سيأتي عليكم زمانٌ لو وجَدَ أحدكم الموت يُباع لاشتراه، وكما قيل:
وهذا العيشُ ما لا خير فيه ألا موتٌ يُباعُ فأشتريه.
وقال الحافظ العراقي:” ولا يلزم كونه في كل بلد، ولا كل زمن ولا في جميع الناس، بل يصدق اتّفاقه للبعض في بعض الأقطار في بعض الأزمان، وفي تعليق تمنّيه بالمرور إشعار بشدّة ما نزل بالناس من فساد الحال حال حالاً، إذ المرء قد يتمنّى الموت من غير استحضار لهيئته، فإذا شاهد الموتى، ورأى القبور، نشز بطبعه، ونفر بسجيّته من تمنّيه، فلقوهُ الشدة لم يصرفه عنه ما شاهده من وحشة القبور، ولا يناقض هذا النهي عن تمني الموت؛ لأنّ مقتضى هذا الحديث الإخبار عما يكون، وليس فيه تعرّض لحكمٍ شرعيّ”.
وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه سيأتي على الناس شدّةٌ وعناءٌ، حتى يتمنّون الدّجال، ففي الحديث عن حذيفة رضي الله عنه، قال: قال الرسول عليه الصلاة والسلام:” ويأتي على الناس زمانٌ يتمنون فيه الدّجّال”. قلت: يا رسول الله بأبي وأمي ممَ ذاك؟ قال:” ممّا يلقون من العناء والعناء”.

كثرة الروم وقتالهم للمسلمين:

قال المستورد القرشي عند بن العاص رضي الله عنهما: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول:” تقوم الساعة والروم أكثر الناس” فقال له عمرو: أبصر ما تقول، قال: أقول ما سمعتُ من رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
وجاء في حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: اعدُدّ ستاً بين يدي الساعة، فذكر منها ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غايةً، تحت كلّ غاية اثنا عشر ألفاً”. رواه البخاري.
وعن جابر بن سمرة عن نافع بن عُتبة، قال: كنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فحفظتُ منه أربع كلمات أعدّهن في يدي، قال: تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدّجال فيفتحهُ الله. قال: فقال نافع” يا جابر لا نرى الدّجال يخرج حتى تفتح الروم”.
وقد جاء وصفٌ للقتال الذي يقع بين المسلمين والروم، ففي الحديث عن يسير بن جابر، قال: هاجت ريحٌ حمراء بالكوفة، فجاء رجلٌ ليس له هجيري، إلا: يا عبد الله بن مسعود! جاءت الساعة. قال: فقعد وكان متكئاً، فقال إنّ الساعة لا تقوم حتى لا يُقسم ميراث، ولا يُفرحُ بغنيمةٍ. ثم قال بيده هكذا، ونحاها نحو الشام، فقال: عدولاً يجمعون لأهل الإسلام، ويجمع لهم أهل الإسلام.


شارك المقالة: