العناية بالعمل لأجل العقيدة

اقرأ في هذا المقال


يمثل كل من العقيدة والشريعة القسمين الأساسيين للدين الإسلامي، حيث يعقد الإنسان في قلبه على الإيمان بوجود الله تعالى، عقيدةً نقية ثابتة، ثم يقوم بالأعمال التي فرضها الله تعالى عليه وحبب إليه القيام بها، والابتعاد عن الأعمال التي نهى عنها الله تعالى، ويعتبر هذا جزءاً من الإيمان؛ لأنّ ترك الأعمال المفروضة، والقيام بالأعمال المنهي عنها، يُنقص الإيمان في قلب الإنسان، وقد يُؤدي إلى زواله في بعض الأحيان، لذلك لا بدّ من العناية بالعمل لأجل ثبات العقيدة في قلب الإنسان، وانعقاد إيمانه انعقاداً سليماً.

معنى العناية بالعمل:

العناية بالعمل هي الاهتمام بأداء الأفعال والأعمال المفروضة، وترك الأعمال المنهي عنها، لإثبات الإيمان الصادق في قلب الإنسان، وعلى مَن يُقلل من أهمية العمل بما جاء في سنة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ الانتباه إلى خطورة هذا الموقف؛ لأنه بعدم الالتزام بالعمل بالسنة النبوية، يكون قد تعدى الحدود التي لا يجوز له تعديها في الدين الإسلامي، وعليه بموافقتها والالتزام بالعمل بها دون تقصير.

كما يصف بعض الناس الأحكام والضوابط التي جاءت بها السنة، بأنها أمور سطحية لا أهمية لها، وفي الحقيقة أن كل أمر أو حكم في الدين الإسلامي يعتبر لباب وأصول ولا سطحية فيه، وإنْ كان هناك تفاوتاً بين أمور الدين وأحكامه في الأهمية.

العناية بالعمل لا تلغي أولويات الدين:

وقد يلاحظ البعض ممّا سبق من الحديث أنّ العناية بالعمل، تلغي الأولويات في العلم والعمل والدعوة إلى الله تعالى، إلّا أنّ هذا أمر يجب أن يكون القرار فيه مفروغاً منه، لكن وجوب الاهتمام العادل بأمور الدين يكون بالأمور الأخرى، فلا يجوز للإنسان أن يترك الجزئين من الدين. ويجب إلزام النفس بالأمور الصغيرة والكبيرة من الدين الإسلامي، سواء ما أمر به الله تعالى، وما جاء به نبيه محمد _صلى الله عليه وسلم_.

لكن يجب التأكيد على العلم والدعوة إلى الله تعالى في الدين الإسلامي، في أي وقت وأي مكان، ولم يمنع الإنسان من القيام بذلك أي فعل آخر. وفي هذا الموضوع نستذكر مشهد الصحابي الجليل عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ عندما طُعن، حيث دخل شاب عليه وقال له قولاً حسناً، ثمّ خرج وإذا بإزاره يمس الأرض، فدعاه عمر وقال له: “يا ابن أخي، ارفع ثوبك فإنه أنقى لثوبك، وأتقى لربك” رواه بخاري.

فالموت هنا لم يمنع الصحابي الجليل من الإرشاد، حيث أرشد الرجل إلى القيام بفعل قد يعتبر من الأمور الصغيرة السطحية، التي لا ضرورة لها، عند الكثير من الناس، لكنه أمر مهم لا يجوز الاستغناء عن الالتزام به والدعوة إليه.

ويتبين ممّا سبق أهمية العمل بأمور الدين كافة دون تفاوت، والالتزام بالكبير والصغير منها، في أي وقت مهما كانت الظروف والأحوال، والعمل بالعلم والدعوة إلى الله؛ لتحقيق الإيمان في قلب الإنسان، ويكون إيمانه بالله متكاملاً ومتوازناً في وجدانه وأقواله وأفعاله.


شارك المقالة: