ما من رمضان يمر بنا إلا وتكثر فيه الأسئلة عن شؤون يتكرر حدوثها للناس، وتتكرر إجابة العلماء عنها تحديثاً في الإذاعة، وبياناً في الدروس، وكتابة في الصحف والمجلات، وربما استغرق ذلك الشهر كله، وهي ظاهرة طيبة من الجانبين، فإنّ واجب المسلم الحريص على صحة عبادته، ولا يعرف حكم الله فيه، وواجب العالم بأحكام الله أن يبين له ما يجهله ويرشده
إلى ما يجهله، ويرشده إلى ما ينفع، ويجيبه عمّا يسأل، وهذا شأن المؤمنين مع النبي صلى الله عليه وسلم، منذ كان الإسلام.
أدب السؤال والجواب:
كانوا يسألون النبي صلى اله عليه وسلم فيجيبهم، وكانوا يسألون خلفاءه وأصحابه من بعده، والنفوس راضية، والقلوب مطمئنة والألسنة شاكرة، والامتثال شأن السائلين، والتحرّي وقصد وجه الله تعالى شأن المسؤولين- ومن مبادىء الإسلام في هذا الشأن – بالنسبة لمن لا يعرف – قوله تعالى ﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ إِلَّا رِجَالࣰا نُّوحِیۤ إِلَیۡهِمۡۖ فَسۡـَٔلُوۤا۟ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [النحل ٤٣] وبالنسبة لمن يعلم قوله تعالى ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ یَكۡتُمُونَ مَاۤ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَیِّنَـٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَیَّنَّـٰهُ لِلنَّاسِ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ یَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَیَلۡعَنُهُمُ ٱللَّـٰعِنُونَ﴾ [البقرة ١٥٩]
وبالنسبة للإمتثال قوله تعالى ﴿وَمَن یُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَیَتَّبِعۡ غَیۡرَ سَبِیلِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرًا﴾ [النساء ١١٥]