الفتن والملاحم في الحديث

اقرأ في هذا المقال


عندما تصبح البشرية عابسة في وجة الخالق وقدرته، تستغيث بغيره، ولاتطلب النجاة منه، تستحل المحارم، ويعيث الفساد في الأمة، تترك صلاتها وعبادتها، تنتشر النميمة والغيبة وتقطع الأرحام، يظهر في الأمة ابتلاءات كثيرة، مرض وأوبئة وانقطاع مطر وقلّة زرع ونبت وعزّة تأخذ صاحبها بالإثم، هنا الفتن والملاحم ، كقطع الليل المظلم أخبرنا بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، تعالوا نعرف بعض من الفتن والملاحم في الحديث النّبوي من وحي نقله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلينا.

مفهوم الفتن والملاحم في الحديث

إنّ الفتن والملاحم في مصطلح المحدّثين تدل إلى أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ابتلاءات الغيب المستقبلية، وهي وحي من الله تعالى للنّبي صلّى الله عليه وسلّم بأحداث في المستقبل ستحدث ومنها ما حدث ومنها مالم يحدث، ومن ذلك ما أخبر النّبي صلّى الله عليه وسلّم في قتل عمر بن الخطاب وفتنة المسلمين في عهد علي بن أبي طالب وغيرها وكذلك علامات القيامة الصغرى والكبرى وكل ذلك كان من اخبار النّبي صلّى الله عليه وسلّم وروايتها لبعض أصحابه.

من رواة أحاديث الفتن

لقد كانت أحاديث الفتن لأصحاب النّبي صلى الله عليه وسلّم مخصوصة في بعضهم فنجد أنّ هنالك من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من كانت معظم الأحاديث من طريقه مع قلّة مروياتهم للحديث النّبوي الشريف، ومنهم كاتم سرّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم حذيفة بن اليمان، ومنهم من المكثرين كأبي هريرة رضي الله عنه وغيرهم.

من أحاديث الفتن

ممّا ورد من أحاديث الفتنة نذكر بعضها:

1ـ حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:(( قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ستكون فتن، القاعد فيها خير من القائم والقائم خير فيها من الماشي والماشي خير من السّاعي ومن يشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليَعُذ به) رواه البخاري ومسلم.

2ـ حديث النّبي من طريق زينب بنت جحش قالت: استيقظ النّبي صلّى الله عليه وسلّم من النوم محمراً وجهه، يقول:((لا إله إلّا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب)).

3ـ ما رواه الإمام مسلم من طريق أسامه بن زيد (أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم أشرف على أطم من آطام المدينة، ثم قال: هل ترون ما أرى إنّي لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر).

وغيرها من أحاديث الفتن والملاحم.

الحكمة من ذكر أحاديث الفتن

من رحمة الله تعالى أن أخبر النّبي صلّى الله عليه وسلّم بأحاديث الفتن، تحذيراً لأمّته من قادم وفتن ستحصل، وكذلك فإنّ أحاديث الفتن والملاحم تكون دليلاً على صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند حدوثها فيما بعد والله تعالى أعلم.


شارك المقالة: