المصحّف في الحديث

اقرأ في هذا المقال


إنّ الحديث من أشرف العلوم والمصادر بعد القرآن الكريم، لما للحديث من أهميّة في بيان الأحكام الشرعية وتوضيحها مساندة للقرآن الكريم ، وبوصف الحديث النّبويّ وحياً فقد كان العلماء في حيطة وحذر شديدين في قبول الرواية قبل الفحص والتدقيق وخاصّة في زمن بعيد عن زمن الصّحابة المتمكنين لحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فظهر عند نقلهم وتدوينهم من العلوم ما تدعوا ناقل الحديث إلى التوقف ودراسة ما يعرض عليه، ومن ما جعل العلماء يتبعون ما ينقلون بدراستة هو التصحيف، أو الحديث المصحّف، فما هو المصحّف ؟ وماهي أقسامه؟ وما أشهر مصنّفاته؟

مفهوم المصحّف والتصحيف

إنّ مفهوم المصحّف في علم الحديث من مباحث اختلاف رواية الحديث النّبويّ الشريف وهو من حيث اللفظ اللّغويّ مأخوذ من التصحيف وهو التغيير، وهو عند اصطلاح المحدّثين أن يستبدل في الحديث لفظ بآخر، فيتغير المعنى لما كان للفظ الأصلي من معنى متعارف بين المحدثين، وهو من العلوم الّتي وقف عليها العلماء بالتحقيق والمتابعة كي لا يتغير مفهوم الحديث ودلالته.

أقسام التصحيف في الحديث

إنّ التصحيف في الحديث النّبوي الشريف ينقسم إلى قسمين:


1ـ المصحّف في سند الحديث: وهو تغيير في اسم راوِ للحديث النّبويّ، فيقرأ بغير اسمه المتعارف عليه، ومثال ذلك ما غُيّر باسم الراوي أبي حُرّة فقرأه بعض طلبة العلم والناقلين باسم أبي جَرّة.

2ـ تصحيف في متن الحديث وهو بأن يحدث تصحيف وتغيير في متن الحديث النّبويّ الشريف فيتغير مفهوم ومعنى ذلك اللفظ في متن الحديث، ومثال ذلك ما كان في حديث النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه احتجم في المسجد، فصحّفه بعضهم إلى احتجر رسول الله في المسجد أي جعل له حجرة وزاوية يصلِّي فيها.

اسباب التصحيف في الحديث

إنّ التصحيف في الحديث من حيث المعنى المذكور سابقاّ إمّا أن يكون سببه النظر وضعفه بقرائة القارئ من كتابِ قرائة خاطئة لضعف بصره، وإمّا أن يكون خطأً سماعياً بأن يتوهَّم أنّه سمع كذا وهو بالحقيقة خلاف ما سمع ومن هذا يحدث التصحيف في الحديث.

حجيّة ما صُحّف من الحديث

إنّ الحديث الّذي حصل فيه التصحيف مردود عند أهل العلم ، ومحذّر منه، وكان علماء الحديث يتابعون ما صحِّف من الحديث، وينبهون الناس بما حصل من تغيير فيه كي لا يقع الناس به، وخاصّة طلبة علم الحديث النّبويّ الشريف.

مصنفات في المصحف في الحديث

لقد كان في علم التصحيف وما شابهه من علوم اختلاف الحديث مصنّفات وكتب فيها تنبيه للتغيير الّذي يحدث في الحديث من جرّائها ومن الأمثلة عليها:

1ـ كتاب التصحيف للإمام الدارقطني.

2ـ كتاب إصلاح خطأ المحدّثين للإمام الخطّابي.


شارك المقالة: