المقداد بن عمرو والحديث

اقرأ في هذا المقال


الصّحابة هم قوم تبعوا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالإسلام، وماتوا على ذلك، هم أصل علم المسلمين في القرآن الكريم والحديث، لأنّهم من شهدوا الوحي والتنزيل، وعاشوا مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أدق تفاصيل حياته، لذلك لا يجوز التشكيك بهم لأنّه باب الإسلام، وقد كان منهم المكثرين في رواية الحديث، كأبي هريرة وعبدالله بن عمرو بن العاص وغيرهم، وكان منهم أيضاً المقلّين للرواية كالصحابي الجليل المقداد بن عمرو ، فتعالوا ندخل في مدرسة الصّحابي المقداد بن عمرو، ونتعرَّف على روايته للحديث.

نبذة عن المقداد

هو الصّحابيّ الجليل المقداد بن عمرو، وقيل به المقداد بن الأسود، والأسود رجلٌ تبناه في الجاهلية فكان يدعى به ، فلمّا جاء الإسلام وأبطل التبني رُدَّ إلى أبيه، وهو من الّذين أسلموا مبكراً، وهو أيضاً من الصّحابة الّذين شهدوا كل الأحداث معه عليه الصّلاة والسّلام، ومن الصّحابة الّذين دفنوا في البقيع رضي الله عنه وعن الصّحابة أجمعين.

المقداد وروايته للحديث

لقد كان المقداد بن عمرو من المقلّين في رواية الحديث، وذلك ممّا وصلنا من أخبار الصّحابة رضوان الله عليهم، وقد أورد الشيخان البخاريّ ومسلم للمقداد حديثاً واحداً اتفقا عليه، وكان له عند مسلم أربعة أحاديث لم يتفق بها مع البخاريّ، وقد يرجع سبب قلّة الرواية عنه إلى أسباب كثيرة منها : قلّة التدوين والحاجة إلى التدوين للحديث في ذلك الزَّمان بوجود الصّحابة الكرام، بالإضافة إلى بعد كثير من الصّحابة عن كتابة الحديث،وقد توفي في وقت مبكر في سنة ثلاث وثلاثين للهجرة النّبوية الشريفة.

قد روى الحديث عن المقداد بعض من الصّحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم من التابعين ومن بعدهم ومنهم: علي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود الهذلي، وأنس بن مالك، وابنته كريمة بنت المقداد بن عمرو، وغيرهم ممَّن رووا الحديث من طريق المقداد.

من أحاديث المقداد

من الأحاديث الّتي وصلت من طريق المقداد ما يرويه الإمام مسلم بن الحجاج عن المقداد أنّه قال:((أقبلت أنا وصاحبان لي قد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فليس أحد منهم يقبلنا فأتينا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاثة أعنز فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:(احتلبوا هذا اللبن بيننا)الخ الحديث في صحيح مسلم كتاب الأشربة باب إكرام الضيف))


شارك المقالة: