كلف الله تعالى الملائكة بكثير من الأعمال، الت تتعلق ببني آدم، سواء المؤمنين أو الكافرين، تبدا من بداية خلقه وتكوينه، حتى انتهاء أجله، ثم هناك بعض الملائكة يتولى أمور الإنسان في القبر، ثم تستقبله يوم القيامة، إلى أن الجنة أو النار، حسب ما قدم من أعمال في الدنيا. لكن هناك علاقة معينة بين الملائكة والمؤمنين من بني آدم، نتحدث عنها في هذا المقال.
محبة الملائكة للمؤمنين:
يُحب الملائكة مَن يحبهم الله تعالى من البشر، فالملائكة يتبعون رضا الله تعالى عن الإنسان فيحبونه ويدعون بعضهم لحبه؛ لأنّه عبد قد أحبه الله تعالى ورضي عنه، ثم يُحبب الله تعالى بمن يرضى عنهم من عباده، ويجعلهم من المحبوبين لأهل السماء والأرض.
فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: “إنَّ اللَّهَ إذا أحَبَّ عَبْدًا دَعا جِبْرِيلَ فقالَ: إنِّي أُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، قالَ: فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنادِي في السَّماءِ فيَقولُ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّماءِ، قالَ ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ” رواه مسلم.
تسديد الملائكة للمؤمنين:
لا يعلم البشر كيفية تسديد الملائكة للمسلم، لأنّه لم يرد بذلك نص شرعي من القرآن أو السنة النبوية، لكن وردت نصوص تتحدث بأنّ الله تعالى يُرسل الملائكة إلى المؤمنين من بني آدم ليسددوا خطاهم، أي يرشدونهم إلى الصواب، ويهدونهم إلى السبيل الأكمل في حياتهم.
وفي ذلك جاء حديث الرسول _عليه الصلاة والسلام_: “مَن سأل القضاء وُكِل إلى نفسه، ومَن أجبر عليه وكل به ملَكٌ يسدّده” سنن الترمذي.
صلاة الملائكة على المؤمنين:
تكون صلاة الملائكة على المؤمنين من بني آدم، بالدعاء والاستغفار لهم، والثناء على أعمالهم الصالحة في الدنيا، قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا “سورة الأحزاب 56.
ويصلي الملائكة على معلمي الخير مِن الناس، ومَن يؤمنون في المساجد للصلاة، والذين يصلون ورائهم في الصف الأول، ومَن يمكث من المصلين في المساجد بعد الصلاة، والمسدّين للفُرَج بين صفوف المصلين، والمتسحرين من الصائمين.
ويصلّي الملائكة على مَن يصلي على النبي _عليه الصلاة والسلام_، ويكثر من الصلاة عليه، والذين يعودون المرضى، ثم يؤمّن الملائكة لبعضهم عند الصلاة على المؤمنين من بني آدم.
ويتعقب الملائكة المؤمنين في أعمالهم ويثنون عليها، فينزلون للصلاة عليهم عند قراءتهم للقرآن الكريم، ويحملون لهم البشرى في الدنيا، ثم يبشرونهم عند حلول أجلهم بفوزهم بالجنة، ويحمي الملائكة الصالحين من العباد، ويفرّجون كربهم، ويشهدون جنازاتهم.