انتشار الأمن وظهور البركة في عهد عيسى عليه السلام

اقرأ في هذا المقال


انتشار الأمن وظهور البركة في عهد عيسى عليه السلام:

إن زمنُ عيسى عليه السلام ومنُ أمنٍ وسلامٍ ورخاء، يُرسلُ الله فيه المطر الغزير، ويخرج من الأرض الزروع والثمار المباركة، ويفيضُ منها المال، وتذهب جميع المشاحنات والتباغُضات والحسد وغير ذلك.
فقد جاء في حديث النواس بن سمعان الطويل في ذكر الدّجال ونزول عيسى وخروج يأجوج ومأجوج في زمن عيسى عليه السلام ودعائه عليهم وهلاكهم، وفيه يقول عليه الصلاة والسلام: ثم يرسل مطراً لا يكنّ منهُ مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة، ثم يُقال للأرض أنبتي ثمرتك، ورّدي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرّسل، حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس.
وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “الأنبياء إخوة لعلّات، أمهاتهم شتّى، ودينهم واحد، وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم؛ لأنه لم يكن بيني وبينه نبيّ، وإنه نازل، فيهلك في زمانه المسيح الدّجال، وتقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنّمار مع البقر والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم” مسند أحمد.
وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” والله لينزلنّ عيسى بن مريم حكماً عادلا، وليضعنّ الجرية، ولتتركنّ القلاص، فلا يُسعى عليها، ولتذهبنّ الشحناء والتباغض والتحاسد، وليدعونّ إلى المال، فلا يقبله أحد.
قال النووي: ومعناه أن يزهد الناس فيها، أيّ، الإبل ولا يرغب في اقتنائها لكثرة الأموال، وقلّة الآمال، وعدم الحاجة بقرب القيامة. وإنما ذُكرت القلاص، لكونها أشرف الإبل، التي هي أنفس الأموال عند العرب، وهو شبيهٌ بمعنى قول الله عزّوجل:”وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ” التكوير:4. ومعنى: لا يُسعى عليها” لا يُعتنى بها”. وذهب القاضي عياض إلى أن المعنى: أي لا تُطلب زكاتها إذ لا يوجد من يقبلها.

مدة بقاء عيسى عليه السلام بعد نزوله على الأرض ثم وفاته:

وتكون مدة بقاء عيسى في الأرض بعد نزوله، فقد جاء في بعض الروايات أن يمكث سبع سنين، وفي بعضها أربعين سنة. ففي رواية الإمام مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما:” فيبعث الله عيسى ابن مريم، ثم يمكث الناس سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحاً باردةً من قبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحدٌ في قلبه مثقال ذرّة من خيرٍ أو إيمان إلا قبضته”. صحيح مسلم.
وفي رواية الإمام أحمد وأبي داود:” فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يُتوفى، ويصلي عليه المسلمون”.مسند الإمام أحمد. وكلاً من الروايتين صحيحةً، وهذا مشكلٌ، إلا أن تُحمل رواية السبع سنين على مدة رفعه إلى السماء، وكان عمره إذ ذاك ثلاثاً وثلاثين سنة على المشهور.


شارك المقالة: