بشارات الأنبياء بالرسول محمد عليه الصلاة والسلام في القرآن الكريم

اقرأ في هذا المقال


أخبر الله تعالى الأمم السابقة للإسلام، برسالة محمد _صلى الله عليه وسلم_، حيث بشّر في الكتب السماوية بنبوّته، وذكر ذلك في القرآن الكريم أنّ الأنبياء أخبروا أقوامهم يأنّه سيبعث فيهم رسولاً، يحمل الرسالة ويدعوا إلى عبادة الله عز وجل وتوحيده، ويظهر لنا ذلك في قوله تعالى: “وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ” سورة آل عمران 81.

استجابة دعوة إبراهيم بنبوّة محمد عليهما الصلاة والسلام

عندما كان إبراهيم _عليه السلام_ يبني البيت الحرام، كان يدعو مع ابنه إسماعيل _عليه السلام_، قال تعالى: “وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ” سورة البقرة 127 – 129.

وكان رد الله سبحانه وتعالى على سيدنا إبراهيم عليه السلام بالاستجابة، حيث كان محمد _صلى الله عليه وسلم_ هو تأويل استجابة الله لدعاء إبراهيم وابنه إسماعيل _عليهما السلام_.

كما ذُكرت هذه البشارة في التوراة، وتبيّن أنّ الله تعالى أخبر باستجابته لدعاء إبراهيم _عليه السلام_، ووعده برسول تتبعه أمة إسلامية عظيمة، وما زال ذلك مذكور في كتاب التوراة إلى الآن.

بشارة موسى بمحمد عليهما الصلاة والسلام

أخبر الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل بنبوة محمد _عليه الصلاة والسلام_، وجاءهم بالخبر اليقين نبي الله موسى _عليه السلام_، وكان ذلك منذ زمن بعيد، وحدّث موسى _عليه السلام_ قومه بما يتعلق ببعثة محمد _عليه الصلاة والسلام_، من حيث منهج دعوته، وصفات أمته، ومحتوى رسالته.

فأخبرهم أنه سيأتي بعده نبيّ أمي، يدعو الناس لتوحيد الله، آمراً لهم بالمعروف وناهياً لهم عن المنكر، مشرّعاً لهم ما هو طيب حلال، ومانعاً عنهم ما هو خبيث حرام، ويُبعد حِمل الأغلال، وقساوة الهموم والضنك، الذي يقع على مَن يُعصي الله تعالى، بعد أن يُؤمن به الناس جميعاً.

وهو نبيّ تتبعه أمة مسلمة، تتقي الله تعالى بأفعالها، وتطهر أمواله بالزكاة، إيمانًا بكتاب الله عز وجلّ، ووصف الله تعالى مَن يتبع هذا النبي وينصره ويُؤيده، ويُعظم رسالته ويُوقّر دعوته، بـأنّه من المفلحين في الدنيا والآخرة.

قال تعالى: “عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النبي الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” سورة الأعراف 156- 157.

بشارة عيسى بمحمد عليهما الصلاة والسلام

ومن الأنبياء الذين بشّروا بنبوّة محمد _عليه الصلاة والسلام_، نبيُّ الله عيسى عليه السلام_، قال تعالى: وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ” سورة الصف 6.

والمقصود بالرسول أحمد هو نبينا محمد _صلى الله عليه وسلم_، فاسم أحمد من أسمائه _صلى الله عليه وسلم_ فقد رُوي عن رسول الله أنه قال: “إنَّ لي أسماء، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب” صحيح بخاري.

وأخبر الله تعالى عن رسولنا محمد _صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام، في التوراة والإنجيل، وضرب له مثلاً في كل منهما، فهذا قوله تعالى: “مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ”سورة الفتح 29.

وكانت بشارات الأنبياء والرسل السابقين _عليهم السلام_، برسالة محمد _عليه الصلاة والسلام_ ونبوّة، دليلاً على صدق نبوته، ويمكن الأخذ بهذا الدليل، بعد الإيمان بالرسل جميعاً، والاعتقاد بوحدة رسالاتهم، رغم اختلاف الشرائع التي جاء بها كل رسول ونبي.


شارك المقالة: