تطور العقيدة عبر الزمان

اقرأ في هذا المقال


يقول بعض الباحثين الغرب أنّ العقيدة التي يعرفها الإنسان اليوم، ليست هي نفسها العقيدة التي عرفها في بداية الحياة، وإنما تغيرت وتطورت مع الزمان وتغير ظروف الحياة، ورغم بطلان هذه الأقوال، إلّا أنّ هناك ممن يعتبرون أنفسهم باحثين مسلمين، كان لهم أقوال في ذلك، وللتعرف أكثر حول هذا الموضوع عليك عزيزي القارئ بمتابعة قراءة هذا المقال.

أقوال بعض الباحثين المسلمين في تطور العقيدة

يرى البعض أن الإنسان يترقى في عقيدته كما  يترقى في باقي العلوم الأخرى، وأن العناصر الموجودة في مضامين العقيدة اليوم، ليست موجودة في مضامين العقائد الأولى،  فقد كانت العقائد الأولى في حياة الإنسان تتناسب مع ظروف حياته الأولى.

ويقولون أنّ تطور العقائد يحتاج إلى جهود كبيرة وشاقة، وليس كما في باقي العلوم؛ لأن العقائد تبحث في حقيقة الكون، وهذا الأمر أشقّ طريقاً من البحث في الحقائق التي تبحث فيها العلوم والصناعات. وأن الحقائق الإلهية لم تُكشف للناس دفعة واحدة، منذ بداية الحياة، وهي حقائق أكبر من معرفتها للإنسان في زمن واحد.

لكن تمّ إيقاع هؤلاء الباحثين في الخطأ، وإثبات عدم صحة أقوالهم، وذلك عن طريق ما يلي:

  • أولاً: أنّهم قالوا أن الإنسان كان ناقصاً في أول خلقه، ولم يكن قادراً على استيعاب ما كل يتعلق بالعقيدة من حقائق.
  • ثانياً: كانوا يظنون أن الإنسان وصل إلى حقائق العقيدة بنفسه، دون مرشد يعلمه بها، لذلك فهو يرتقي بالمعرفة في العقائد كما يرتقي في العلوم الأخرى.
  • ثالثاً: بحثوا عن حقائق الأديان في المصادر المحرّفة، وأقاموا حجج وأثبتوا معلومات على أنّها حقائق، معتمدين على تلك المصادر غير السليمة، التي تتحدث بعدم استقامة الإنسان على فهم العقيدة.

توضيح تاريخ العقيدة في القرآن الكريم

القرآن الكريم هو الكتاب الذي بيّن التاريخ الحقيقي للعقيدة الإسلامية، وذكر الكثير من المعلومات حول هذا الموضوع، وتبيّن أن علم الإنسان لا يمكن أن يصل إلى مرحلة الإلمام بحقائق هذا الجانب إلماماً تاماً، ويعود ذلك للأسباب التالية:

  • أنّ المعلومات التي يعرفها الإنسان عن التاريخ تقل كلما بعد الزمن بها، فالحقائق التي عرفها الإنسان قبل عشرة آلاف عام، تكون أقل بكثير من تلك الحقائق التي عرفها قبل خمسة آلاف عام، وهذا يعني أن الإنسان فقد بعض الحقائق بفقدان التاريخ.
  • اختلاط الحقائق بالكثير من الباطل، بسبب بعد الزمان، وتغير الأحوال، وتعرض الأديان للتحريف والتزييف.
  • أنّ ما يتعلق بالعقيدة من حقائق لم يكن يتحدث عما في الأرض فقط، وإنما ارتبط بما كان في السماء من حقائق، وهذا لا يمكن التعرف عليه، إلا عن طريق ما جاء في القرآن الكريم من أدلة لا تحريف ولا لبس فيها، فقال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء” سورة آل عمران 5.

شارك المقالة: