تعريف العبادة وأركان قبولها في العقيدة الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


خلق الله تعالى الخلق للعبادة والتوحيد، وكلف الإنسان في الدنيا بمجموعة من العبادات، التي يجب عليه أداؤها والالتزام بها في حياته، والقصد منها وجه الله تعالى وحده، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”سورة البقرة 21.

ما هي العبادة؟

العبادة هي الأفعال التي يحب الله تعالى القيام بها، سواء كانت في الباطن أو الظاهر، وتتضمن العبادة القيام بالأفعال التي أمر بها الخالق جل وعلا، وبيّنها رسوله الكريم محمد _عليه الصلاة والسلام_، ثم الابتعاد عن كل ما نُهي عنه في القرآن والسنة، وذلك طلبا لرضا الله تعالى، وطمعاً بالفوز بالآخرة.

وقد أرسل الله تعالى الأنبياء والرسل، لغاية تبليغ الرسالات للناس، وتعليمهم بكيفية تحقيق العبادة، التي لا تجوز لأي معبود غير الله تعالى.

وقد أخبر النبي _عليه الصلاة والسلام_ الناس بكيفية العبادة، وبيّن لهم الفروض والأحكام، ووضح كل ما يتعلق بها من شروط وضوابط، وقد أتم ذلك بأتم بيان، ثم شهد له الله سبحانه وتعالى بقوله: “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا”سورة المائدة 3.

أركان قبول العبادة

إنّ أهم ما تنبني عليه عبادة الله تعالى، أن يُخلص العبد في كل أفعاله لله تعالى وحده، ويتبع أوامر الله تعالى، ويبتعد عن كل من نهاهه، ثم يُتابع النبي _عليه الصلاة والسلام_، بأن تكون العبادات والأفعال التي يقوم بها موافقة لما جاء به، ويكون التوافق بالكيفية والسبب والجنس، ثم بالعدد والزمان والمكان.

بطلان عبادة ما سوى الله تعالى

صرّح الله سبحانه وتعالى ببطلان العبادة لغيره عز وجل، وذلك بقوله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ” سورة لقمان 30. ثم نهى الله تعالى عن عبادة غيره نهياً صريحاً، وبيّن أنّ عبادة غير الله، تكون لمن يتجرد من خصائص الإلهية، ولا يقدر على الخلق؛ لأنّه مخلوق لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً.

كما بيّن الله تعالى بأنّه الأحق بالعبادة، فهو الذي يجب إفراده بتوحيد الألوهية والربوبية، فلا يشترك مع الله أحد في الألوهية أو الربوبية؛ لأنه لا يستطيع أحد غير الله تعالى أن يملك الكون ويتصرف به، وأنّ عبادة غير الله تعالى تنبني على الشكوك والظنون، وتنبع من الكذب والهوى.

وعبادة غير الله تعالى باطلة، لا تقوم على أسس العقيدة الصحيحة، ولا تتوافق مع تفكير العقل السليم عند البشر، حيث لا يقترب صاحب العقل السليم إلى عبادة غير الله تعالى، يقيناً منه ببطلانه وعدم صحتها.


شارك المقالة: