توحيد الله في العقيدة الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


الله سبحانه وتعالى خالق واحد أحد، لا مثيل له ولا مقابل، ليس له ولد ولا صاحب، وهذا ما تم التأكيد عليه في قوله تعالى:قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌسورة الإخلاص، ويتصف سبحانه وتعالى بصفات العلم والإرادة والكمال، ولا يماثله أي مخلوق من خلقه، فهو سبحانه وتعالى يحيي الخلق ويميتهم، وهو الخالق القيوم في الكون، وعلى المسلم أن يُؤمن إيماناً صادقاً بانفراد الله تعالى بذاته وقدراته وأسمائه وصفاته، وهذا هو المقتضى المراد من توحيد الله تعالى، ويجب على الفرد أن يعتقد بتوحيد الله تعالى، ويؤمن به.

التوحيد علمي وعملي:

لا يكفي للمسلم أن يوحّد الخالق جل وعلا نظرياً حتى يعتبر مؤمناً، وأن يعلم بذلك فقط، فلا بدّ له أن يوحّد الله عملياً أيضاً، أي يتخذ الخالق جلّ وعلا المعبود الوحيد، والإله الواحد الذي يتوجه إليه وحده بكافة أفعاله وعباداته.

والله هو الخالق الذي بيده النعم والأرزاق، التي يتفضل بها سبحانه وتعالى على خلقه، وهو الخالق الذي بيده حياة مخلوقاته وموتها، وهو الإله المعبود الذي يستحق العبادة وحده، ويتنزه سبحانه وتعالى عن صفات العيب والنقص، وله صفات الكمال والعظمة والجلال.

الله تعالى واحد أحد بإرادته الخير والشر، وهو الذي ينفع، وبيده الضر، لا يملك أحد غيره الخير أو الضر لنفسه، فهو الواحد الذي بيده كل شيء، والخالق الذي يفعل ما يريد، القوي الذي لا يغلبه أحد، سبحانه وتعالى عما سواه.

تناقض الخلق الذين يشركون مع الله إله آخر:

يعتقد الكثير من الخلق بوجود الله تعالى، ويُؤمنون بوحدانيته جل وعلا، وأنّه سبحانه وتعالى هو الذي أوجد الكون وخلق الخلق، وأنّ الحياة والملك والرزق أمور بيده، وتحدث بإرادته، لكن ومع ذلك لا يعبدون الله تعالى وحده، ويقصدون غيره بالعبادة والاعتقاد، ويشركون معه آلهة أخرى لا تنفع ولا تضر.

ويعتبر الشرك بالله تعالى من أبشع التناقضات، فالله تعالى وحده يخلق ويرزق ويوجِد، وهو الذي يستحق العبادة وحده، وجاء في كتاب الله العزيز الكثير من الآيات القرآنية التي تناقش أفعال المشركين، وتبيّن أخطائهم وتناقضاتهم، وأكّد سبحانه وتعالى للمشركين بأنهم إذا أقروا بما يتعلق بانفراده عز وجل، في الخلق والرزق والموت والحياة، وغيرها من أحداث الكون والحياة، فهذا أمر يلزمهم بأن يوحّدوه بالعبادة، وأن يخلصوا له الدين وحده.


شارك المقالة: