لا زلنا في مدرسة محمّد صلّى الله عليه وسلّم ، نقرأ عن ذلك الجيل الّذي نشر دين الإسلام، ونقل الوحي والتنزيل، هم الصّحابة ذلك الجيل الّذي ترك الدنيا وجعلوا أرواحهم رخيصةً في سبيل أن يبقى هذا الدّين كما أراده الله عزّ وجل ومحمّد عليه الصلاة والسلام معلمّهم الأول متيناً فسادوا الدّنيا بما تعلموه من سيّدهم، ومازال النّبي صلّى الله عليه وسلّم بينهم يحفظون منه القرآن والحديث النّبويّ ليوصلوه إلينا، ننزل برحالنا إلى صحابيّ من صحابته عليه الصّلاة والسّلام من رواة حديثه، إنّه جابر بنِ سَمُرَة.
نبذة عن جابر
هو: الصّحابيّ الجليل أبو عبدالله، جابِر بنِ سَمُرَة بنِ جُنادة، العامريّ، من الصّحابة الأجلاء، وكان أبوه من الصّحابة أيضاً، ورويَ عن سَمُرة والد جابر أنّه كان يحفظ الحديث وهو غلام وحوله من كان مسنّاً، استعمَله الخلفاءُ من بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على البصرة، وكان جابر من الحريصين على صحبة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وسمع منه الحديث ونقله لمن بعده، سكن الكوفة وله ذريةٌ ومسكنٌ فيها، توفي في السنة السّادسة بعد السّبعن من الهجرة.
روايته للحديث
كان جابر بن سَمُرَة من رواة الحديث النّبويّ الشريف، وله أحاديث كثيرة، روى عنه الشيخان البخاريّ ومسلم وجماعة الحديث، روى عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم سماعاً، وعن أبي أيوب الأنصاري وعن أبيه وغيره من الصّحابة وروى عنه كثير كالشّعبيّ وعامرُ بن سعد وسِماك بن حرب و عبد الملك بن عُمَير وغيرهم.
من حديث جابر
ممّا روي من الحديث النّبويّ برواية جابر بن سمرة ما أورده الإمام مسلم في كتاب الفتن وأشراط السّاعة من طريق سِماك بن حرب عن جابر أنّه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: (لَتَفْتَحَنَّ عِصابة من المسلمين، أو من المؤمنين كَنْزَ آل كسرى الّذي في الأبيض). رقم الحديث2919.
وروى البخاريّ عن جابر بن سمرة من طريق عبد الملك بنِ عُمَيْرأنّه سمع جابر بن سَمُرَة قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: (يكون اثنا عشرَ أميراً ) فقال كلمة لمْ أسمعها، فقال أبي: أنّه قال: ( كلُّهم من قريش) كتاب الأحكام /باب الاستخلاف/ رقم الحديث 6834.