حديث الحلال بيّن والحرام بيّن

اقرأ في هذا المقال


لقد أنزل اللهُ شريعة الإسلامِ على سيِّدنا مُحمَّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأمرهُ بتبيانِها، فلمْ يُقضى أجلُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلَّا بيَّنها للناس، وعرَّفَ الحلالَ منَ الحرامِ، وسنعرضُ حديثاً يبيِّنُ أهميَّةَ الحلالِ والدَّعوةُ إلى البعدِ عنِ الحرام.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ رحمه اللهُ في الصَّحيحِ: ((حدَّثَنا أبو نُعيمٍ، حدَّثنا زكرياءُ ، عنْ عامرٍ، قالَ: سمعتُ النُّعمانَ بنَ بشيرٍ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: (الحلالُ بيِّن، والحرامُ بيِّنٌ، وبينهما مشتبهاتٌ لا يعلمها كثيرٌ منَ النَّاسِ، فمنِ اتَّقى الشُّبهاتِ استبرأ لدينه وعرضِهِ، ومنْ وقعَ في الشُّبهاتِ كراعٍ يرعى حولَ الحمى يوشكُ أنْ يرتَعَ فيهِ، ألا وإنَّ لكلِّ ملكٍ حمى، ألا وإنَّ حمى اللهِ محارمهُ، ألا وإنَّ في الجسدِ مضغَةُ إذا صلحتْ صلح الجسدُ كلُّهُ وإذا فسدت فسدَ الجسدُ كلُّهُ، ألا وهي القلبُ). رقمُ الحديثِ: 52 )).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ مُحمَّدِ بنِ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كتابِ الإيمانِ، بابُ فضلُ منِ استبرأ لدينه، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ أبي عبدِ اللهِ؛ النُّعمانِ بنِ بشيرِ بنِ سعدٍ الأنْصاريِّ، وهو منَ المكثرين في رواية الحديثِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:

  1. أبو نُعيمٍ: وهو الفضلُ بنُ دُكين عمروبنُ حمَّادٍ الكوفيُّ منْ أتْباعِ التّضابعينَ، ووفاته في 218هـ .
  2. زكرياءُ: وهو زكرياءُ بنُ أبي زائدَةَ الهمدانيُّ، وهو من أتباع التَّابعين، ووفاتُهُ في 149هـ .
  3. عامر: وهو عامر بنُ شراحيلَ بنِ عبدٍ الشَّعبيُّ، وهوَ منْ رواةِ التَّابعينَ، ووفاتُهُ في 103هـ .

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى أنَّ الإسلامَ بيَّنَ الحلالَ وبيَّنَ الحرام، وبيانُهُ بما جاءَ فيه منْ نصوصِ الكتابِ والسُّنَةِ النَّبويَّةِ والحديث، وهنالكَ ما جاءَ مشتبهاً فيهِ وهوَ ما لايعلمُ حكْمُهُ، ويكونُ بينَ الحلالِ والحرامِ، وعلى المسلمِ أنْ يبتعدَ عنْ هذه الشُّبهاتِ استبراءً للدينِ وبعداً عنِ الوقوعِ في الحرامِ، ثمَّ يبيُّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنَّهُ منْ وقعَ فيها وقعَ في الحرامِ وعليهِ أنْ يبتعدَ عنْها، ثمَّ ضربَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مثلاً للواقعِ في الشُّبهاتِ، وهو مثل الرَّاعي عندما يرْعى حولَ الحمَى ضانّاً أنَّهُ لنْ يقعَ فيهِ ثمَّ يقَعُ فيهِ، فالأولى في ما لمْ يعرفْ بحلِّهِ أوْ حرمتهِ الابتعادُ عنْهُ.

ثمَّ يذكرُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حمى اللهِ تعالى وهوَ المحارمَ، وفي مفهومِ الحمى ما يحمى منَ الأرضِ والعرضِ وغيرِهِ منْ أهلِهِ، وحمى اللهِ في الأرضِ ما يجوزُ تجاوزُهُ منَ المعاصِي والمنكراتِ، فمنْ أخذَ بها وفعلها، وجبَ لهُ عذابُ اللهِ تعالى، وينتهي الحديثُ بذكرِ مُضغَةِ الجسدِ وهي القلبُ وأنَّ صلاحَها يعني صلاحُ الجسدِ كُلِّه.

ما يرشد إليه الحديث:

منْ فوائد الحديث:

  • الحلالُ والحرامُ بيَّنهما الإسلامُ بمصادره التّشريعية.
  • البعدُ عنِ المشتبهاتِ براءَةُ منَ الذُنوبِ والعقابِ منَ اللهِ.
  • صلاحُ الجسدِ بصلاحِ القلبِ وهو ما يسرُّ المسلمُ منَ النِّيَّةِ.

شارك المقالة: