حديث في أجر الصابر على الطاعون ونحوه

اقرأ في هذا المقال


لقدْ خلقَ اللهُ تعالى الإنسانَ في هذه الحياةِ جاعلاً فيها منَ المشاقِّ والمتاعبِ، كما جعلَ في حياتهِ منَ الابتلاءاتِ الكثيرَة منَ المصائبِ والأمراضِ، وعلى الإنسانِ الصّبرَ والاحتسابَ، وجعلَ لصبرهِ منزلةً عظيمةً وإنْ ماتَ على ذلكَ ماتَ شهيداً، ومن هذه الابتلاءاتُ الإصابةُ بالطّاعونِ وما شابهه منَ الأمراضِ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث:

أوردَ الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ:((حدّثنا إسحاقُ، أخبرنا حبّانُ، حدّثنا داؤد بنُ أبي الفراتِ، حدّثنا عبدُ اللهِ بنُ بريدةَ، عنْ يحيى بنُ يعمرَ، عنْ عائشةَ زوجُ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، أنّها أخبرتنا، أنّها سألتْ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ عنِ الطّاعونِ، فأخبرها نبيُّ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “أنّهُ كانَ عذاباً يبعثُه الله على منْ يشاءُ، فجعلَهُ اللهُ رحمةً للمؤمنينَ، فليسَ منْ عبدٍ يقعُ الطّاعونُ، فيمكثُ في بلدهِ صابراً، يعلمُ أنّهُ لنْ يُصيبهُ إلّا ما كتبَ اللهُ لهُ، إلّا كانَ لهُ مثلُ أجرِ الشّهيدِ”)). رقم الحديثِ:5734.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ المذكورُ قدْ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كتابِ الطّبِّ، بابُ: (أجرِ الصّابرِ على الطّاعونِ)، والحديثُ منْ طريقِ أمِّ المؤمنينَ عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ الصّدّيقِ رضي اللهُ عنهما، وهيَ منَ المكثراتِ منَ الحديثِ عنِ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ منَ الصّحابةِ، أما رجالُ الحديثِ الآخرونَ:

  • إسحاقُ: وهوَ أبو يعقوبَ، إسحاقُ بنُ إبراهيمَ بنِ مخلدٍ الحنظليُّ (161ـ237هـ)، منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديث.
  • داؤد بن أبي الفرات: وهوَ أبو عمرو، داؤدُ بنُ عمرو بنِ الفراتِ الكِنْديُّ (ت:167هـ)، وهوَ منَ الثّقاتِ المحدّثينَ منْ تبعِ الأتباعِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى بيانِ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ لمرضِ الطّاعونِ وأجرِ الصّابرِ عليه منَ المؤمنينَ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنّهُ منَ العذابِ للأممِ السّابقةِ دونَ المؤمنينَ، وأنّه رحمةُ لأمّةِ المسلمينَ والمؤمنينَ، فمنْ أصابهُ الطّاعونُ وصبرَ واحتسبَ لوجهِ اللهِ وأخذَ بالأسبابِ في المكوثِ ببلدهِ لا يخرجُ لكي لا ينقلَ عدواهُ كانَ لهُ أجرُ الشّهيدِ في سبيلِ اللهِ، وليسَ هذا الأجرُ مقتصراً على الطّاعونِ فحسب؛ بلْ على كلِ الأمراضِ الّتي تفتكُ بالإنسانِ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • وجوبُ الصّبرِ على الابتلاءِ.
  • أجرُ الشّهيدِ لكلِّ منْ صبرِ على الطّاعونِ ونحوِه منَ الأمراضِ.

شارك المقالة: