لقدْ خلق اللهُ تعالى الملائكةَ منْ نورٍ، وقدْ كانَ خلقهمْ لعبادتِه وعدمِ عصيانهِ في شيءْ، وقدْ وردَ في القرآنِ الكريمِ ذكرُ كثيرٍ منْ أسماءِ الملائكةِ في القرآنِ الكريمِ كجبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ وملكِ الموتِ ومالكٍ وغيرهم، وقدْ وردَ في الحديثِ النّبويِّ منْ أسمائهمْ أيضاً وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.
الحديث:
يروي الإمام البخاريّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا موسى، حدّثنا جريرٌ، حدّثنا أبو رجاءٍ، عنْ سَمرةَ قال: قالَ النّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (رأيتُ اللّيلةَ رجلينِ أتياني قالا: الّذي يوقدُ النّارَ مالكٌ خازنُ النّارِ، وأنا جبريلُ، وهذا ميكائيلُ). رقمُ الحديث: 3236)).
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه صحيح البخاريِّ في كتابِ بدءِ الخلقِ؛ بابُ (إذا قالَ أحدكمْ: آمينَ، والملائكةُ في السّماءِ، فوافقتْ إحداهما الأخرى، غفرَ لهُ ما تقدّمَ منْ ذنبهِ)، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ سَمُرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ أبو سعيدٍ، سَمُرةُ بنُ جندبِ بنِ هلالٍ الفزاريُّ، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ عنِ النّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّم، أمّا رواةُ سندِ الحديثِ الآخرونَ:
- موسى: وهوَ أبو سلمةَ، موسى بنُ إسماعيلَ المنقريُّ الحافظُ (ت:223هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ تبعِ أتْباعِ التّابعينَ.
- جريرٌ: وهوَ أبو النّضرِ، جريرُ بنُ حازمٍ بنِ زيدٍ الأزْديُّ (85ـ170هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدّثينَ منْ أتْباعِ التّابعينَ.
- أبو رجاءٍ: وهوَ أبو رجاءٍ، عمرانُ بنُ ملحانَ العطارديُّ (ت:105هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منَ التّابعينَ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ إلى ذكرِ الملائكةِ الكرامِ في قولِ النّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وقدْ بيَّنَ النّبيُّ بأسلوبهِ القصصيِّ أنَّهُ رأى في الرؤيا اثنينِ منَ الملائكةِ وهما جبريلَ وميكائيلَ، وأخبراهُ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ عنْ خازنِ النّارِ وهوَ سيّدُنا مالكٌ عليه السّلامِ، ومنَ المعلومِ أنّ رؤيا النّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حقٌّ، وما أوردهُ عنِ الرّؤيا يعتبرُ منَ الوحيِّ الصّادقِ في ذكرِ أسماءِ الأنبياءِ، أمَّا عددُ الأنبياءِ فهوَ غيرٌ محصورٍ في ما ذكرَ بهذا الحديثِ وأنّهمُ كثيرونَ، أمّا رؤيتهُ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ لهمْ فكانتْ على هيئةِ رجلينِ، أيْ أنّهمْ ليسوا على صورتهم الحقيقيّةِ، وقدْ وردَ أنّهمْ يتشكلونَ على هيئاتِ مختلفةٍ واللهُ تعالى أعلم.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- الملائكةُ كثرٌ ومنهم جبريلُ وميكائيلَ وخازنُ النّارِ مالكٌ.
- رؤيا النّبيِّ حقٌ وما يراهُ وحي إلاهيٌّ.