حديث في إثم من قتل معاهدا

اقرأ في هذا المقال


إنَّ الإسلامُ هو دينُ التّسامحِ والعفو، والدّعوةِ إليهِ يكونُ بالموعظةِ الحسنةِ، وقدْ حرصَ ديننا الحنيفُ على اعتناقه بالرضا وعدمِ الكراهيةِ، وعاشَ النّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ معْ غيرهمْ منْ أهل الأديانِ بمواثيق تحكمُ علاقتهمْ وبعلاقةٍ تبيّنُ أخلاقَ ديننا، كما حرّمَ على المسلمِ قتلَ الذّميِّ بدونِ حقٍ، وسنعرضُ حديثاً في إثمِ منْ قاتلَ معاهداً أو ذميّاً.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ رحمهُ اللهُ في الصّحيحِ : ((حدَّثنا قيسُ بنُ حفصٍ، حدّثنا عبدُ الواحدِ، حدّثنا الحسنُ بنُ عمرٍو، حدّثنا مجاهدٌ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو رضيَ اللهُ عنهما، عنِ النّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ قال: (منْ قتلَ معاهَداً لمْ يرِحْ رائحةَ الجنّةِ، وإنَّ ريحها توجدُ منْ مسيرةِ أربعينَ عاماً). رقمُ الحديث: 3166)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الجزيةِ؛ بابُ إثمِ منْ قتلَ مُعاهداً بغيرِ جرمٍ، والحديثِ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ القرشيُّ السّهميُّ، منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ عنِ النّبيِّ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ، أمّا رجالُ الحديثِ الآخرونَ:

  • قيسُ بنُ حفصٍ: وهوَ أبو محمّدٍ، قيسُ بنُ حفصِ بنِ القعقاعِ التّميميُّ (ت:227هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ تبعِ أتْباعِ التّابعينَ.
  • عبدُ الواحدِ: وهوَ أبو بشرٍ، عبدُ الواحدِ بنِ زيادٍ العبديُّ (ت:176هـ)، وهوَ ثقةٌ في رواية الحديث منْ أتْباع التّابعينَ.
  • الحسنُ بنُ عمرٍو: وهوَ الحسنُ بنُ عمرٍو الفقيميُّ التّميميُّ (ت:142هـ)، وهوَ منَ الثّقاتِ في الرّوايةِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • مجاهد: وهوَ أبو الحجّاجِ، مجاهدُ بنُ جبرٍ المكيُّ القرشيُّ (21ـ101هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقاتِ منَ التّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى إثمْ منْ قتلَ معاهّداً بغيرِ جرمٍ وذنبٍ يستحقُّ قتالهٌ، والمعاهَدُ هو منْ أخذ عهدَ اللهِ في ديارِ الإسلامِ بالأمانِ والعيشِ بسلامٍ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ أنَّ منْ أخلاقِ الإسلامِ ومواثيقهِ الّتي لا يجبُ نقضها؛ نقضُ عهدِ الأمانِ للمعاهَدِ والاعتداء على أهل الذّمةِ والعهدِ، وأنَّه منْ نقضَ عهدهُ وقتلهُ لا يشمُّ ريحَ الجنّةِ، ولفظُ (لمْ يرحْ) يعني لا يجدُ ولا يشمُّ رائحةَ الجنّةِ، والأربعينَ عاماً في مسافةِ تلكَ الرّائحةِ دليلٌ على بعدها عنْ منْ أذنبَ هذا الذّنب والله تعالى أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • نبذُ الإسلامِ لنقضِ العهودِ وتحريمِ ذلكَ على المسلمينَ.
  • أمانُ المعاهدِ في بلادِ الإسلامِ ما لم يأتي بما يخلُّ عهدهُ معهم.

شارك المقالة: