حديث في إعانة المسلم ظالماً ومظلوماً

اقرأ في هذا المقال


لقدْ حرصَ الإسلامُ على بناء المجتمع الإسلاميِّ بنظامٍ تسودهُ الأخوّةُ الإسلاميّةِ، وحرَّمَ على المسلمينَ الظّلمَ والغبنَ والتّعدّي على حقوقِ الآخرينَ الّذي بيّنها لكلّ فردٍ منْ أفرادهِ، كما دعا المسلمَ إلى نصرةِ أخيهِ المسلمِ ظالماً أو مظلوماً، فكيفُ ينصرُ المسلمُ أخاه ظالماً أو مظلوماً، تعالوا معنا في حديثٍ يبيّنُ ذلكَ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدَّثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ، حدّثنا هُشيمٌ، أخبرنا عبيدُ اللهِ بنُ أبي بكرِ بنِ أنسٍ، وحميدٌ الطّويلُ، سمعَ أنسَ بنَ مالكٍ رضيَ اللهُ عنهُ يقولُ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (انْصُرْ أخاكَ ظالماً أو مظلوماً). رقمُ الحديث”:2443)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ المظالمِ؛ بابُ أعنْ أخاك ظالماً أو مظلوماً، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أنسِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ عنهُ وهوَ خادمُ النّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ ومنْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أمَّا بقيّةُ رجال الحديث فهم:

  • عثمانُ بنُ أبي شيبةَ: وهوَ أبو الحسنِ، عثمانُ محمّدٍ العبسيُّ (156ـ239هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ الثّقاتِ.
  • هُشيمٌ: وهوَ أبو معاويةَ، هشيمُ بنُ بشيرٍ السّلميُّ الواسطيُّ (104ـ183هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ روايةِ الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • عبيدُ الله: وهوَ أبو معاذٍ، عبيدُ اللهِ بنُ أبي بكرِ بنِ أنسِ بنِ مالكٍ الأنصاريُّ، وهوَ منْ ثقات المحدّثينَ منَ التّابعينَ.
  • حميدٌ الطّويلُ: وهوَ أبو عبيدةَ، حميدُ بنُ أبي حميدٍ تيرَ  الطّويلُ (68ـ143هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ المشهورينَ الثّقاتِ منَ التّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى واجبٍ منْ واجباتِ المسلمِ لأخيهِ المسلمِ، وهوَ نصرتهُ والذّودُ عنهُ، وقدْ دعا النّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّم المسلمَ إلى أنْ يهبَّ لنصرةِ المسلمينَ منْ نابعِ أخوةِ الإسلامِ، ويكونُ نصرهُ مظلوماً بإعادةِ حقّهِ المسلوبِ إليهِ وعدمِ كتمانِ الحقِّ، أما نصرتهُ ظالماً فهوَ بنصحهِ وكفِّهِ عنْ ظلمهِ، وهوَ ما وردَ منْ حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ عنهُ في صحيح البخاريِّ، قال: ((قال رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: (انصُرْ أخاكَ ظالماً أوْ مظلوماً). قالوا يا رسولَ اللهِ، هذا ننصرهُ مظلوماً، فكيفَ ننصرهُ ظالماً؟ قال: (تأخذُ فوقَ يديهِ). رقمُ الحديثِ:2444)).

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • المسلمُ يهبُّ لنصرةِ أخيهِ المسلم.
  • المسلمُ ينصرُ المظلومَ بإرجاعِ حقّه له.
  • المسلمُ ينصرُ أخاهُ ظالماً بأنْ يساعدهُ على الرّجوعِ عنِ الظّلمِ.

شارك المقالة: