ما زلنا في مدرسة محمّدٍ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ نقرأ في آداب حديثهِ وطبّه النّبويِّ، ومررنا بكثيرٍ منَ العلاجِ الّذي دلّنا عليه عليه الصّلاةُ والسّلامُ، ومنها ما يسمّى بالحبّةِ السّوداءِ، وسنعرضُ حديثاً منْ أحاديثه عليه الصّلاةُ والسّلامُ في فضلها وفضلِ علاجها.
الحديث:
أورد الإمامُ البخاريٌُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيح: ((حدّثنا عبدُ الله بنُ أبي شيبةَ، حدّثنا عبيدُ الله، حدّثنا إسرائيلُ، عنْ منصورٍ، عنْ خالدِ بنِ سعدٍ، قال: خرجنا ومعنا غالبُ بنُ أبجَرَ، فمرضَ في الطّريقِ، فقدمنا المدينةَ وهوَ مريضٌ، فعادهُ ابنُ أبي عتيقٍ، فقالَ لنا: عليكُمْ بهذه الحببية السّوداء، فخذوا منها خمساً أو سبعاً، فاسحقوها ثمَّ اقْطروا في أنفه بقطراتِ زيتٍ في هذا الجانبِ؛ فإنَّ عائشةَ حدّثتني أنّها سمعتْ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ يقولُ: “إنَّ الحبّةَ السّوداءَ شفاءٌ منْ كلِّ داءٍ إلَّا منَ السَّام”. قلتُ: وما السَّامُ؟ قال: “الموتُ”)). رقمُ الحديث:5687.
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ المذكور يوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الطّبِّ، بابُ: (الحبّةِ السّوداءِ)، والحديثُ منْ طريقِ أمِّ المؤمنينَ عائشةَ بنتُ أبي بكرٍ الصّدّيق رضيَ اللهُ عنهما، وهي منَ المكثراتِ في رواية الحديثِ عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديث:
- عبدُ اللهِ بنُ أبي شيبةَ: وهوَ أبو بكرٍ، عبدُ اللهِ بنُ محمّدٍ العبسيُّ (159ـ235هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ رواية الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- عبيدُ اللهِ: وهوَ أبو محمّدٍ، عبيدُ اللهِ بنُ موسى بنِ أبي المختارِ باذامَ العبسيُّ (128ـ213هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.
- إسرائيلُ: وهوَ أبو يوسفَ، إسرائيلُ بنُ يونسَ الهمداني (100ـ160هـ)، وهو منْ ثقاتِ الرّواية منْ أتباع التّابعينَ.
- منصورٌ: وهوَ أبو عتابٍ، منصورُ بنُ المعتمرِ السّلميُّ (ت: 132هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقات منْ أتباع التّابعينَ.
- خالدُ بنُ سعدٍ: وهوَ أبو عتابٍ، خالدُ بنُ سعدٍ الكوفيُّ الأنصاريُّ، وهوَ منْ ثقاتِ التّابعينَ في الحديث.
- ابنُ أبي عتيقٍ: وهوَ أبو بكرٍ، عبدُ اللهِ بنُ محمّدٍ التّيميُّ، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقاتِ أيضاً.
دلالة ومناسبة ورود الحديث:
يشيرُ الحديثِ إلى فضلِ الحبّةِ السّوداءِ في علاجِ كثيرٍ منَ الأمراضِ، وهي معروفةُ بعدّةِ مسمّياتٍ منها حبّةُ البركةِ أوِ الكمّونِ الأسودِ، وقدْ جاءَ الحديثُ منْ طريقِ ابنِ أبي عتيقٍ عنْ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها بمناسبةِ عيادتi لابنِ ابجرٍ الّذي مرضَ في الطّريقِ للمدينةِ فعادهُ وروى هذا الحديث، وكيفيةُ استعمالها جاءَ منْ طريقِ ابنِ أبي عتيقٍ بسحقها وخلطها معَ الزّيتِ وقطرها في أنفه، والحديثُ بيّنَ فيه النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ علاجُها لكلِّ شيءٍ إلّا الموتُ، والله تعالى أعلمُ.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- أهميّةُ الطّبِّ النّبويِّ في علاجِ كثيرٍ منَ الأمراضِ.
- فضلُ الحبةِ السّوداء في علاجِ كثيرٍ منَ الأمراضِ.