لقدْ جاء الإسلامُ منَظِّماً لحياةِ النَّاسِ بكُلِّ جوانبها، وقدْ كانتْ لعباداتِ الإسلامِ دورُ كبيرٌ في تنظيمِ حياةِ المسلمينَ ودعوَةٌ إلى تركِ المعاصي والآثام، ومنْ عباداتِ الإسلامِ الّذي دعا إليها الزَّكاةُ بكافَّةِ أشكالها، وسنعرض حديثاُ يبيِّنُ الصَّدَقَةُ وفضْلَها.
الحديث:
يروي الإمامُ البخاريُّ في الصَّحيحِ: ((حدَّثَنا موسى بنُ إسْماعيلَ، حدَّثَنا عبدُ الواحدِ، حدَّثَنا عُمارَةَ بنُ القعقاعِ، حدَّثَنا أبو زرعةَ، حدَّثَنا أبو هريرةَ رضيَ اللهُ عنْهُ قالَ: جاءَ رجلٌ إلى النّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الصَّدَقةِ أعْظَمُ أجْراً؟ قالَ: (أنْ تَصدَّقَ وأنتَ صحيحٌ شحيحٌ تخْشى الفقرَ وتأملُ الغنى، ولا تُمْهلُ حتَّى إذا بلغتِ الحُلقومَ،قلْتَ لفلانٍ كذا ولفلانٍ كذا. وقدْ كانَ لفلانٍ). رقمُ الحديثِ:1419)).
ترجمة رجال الحديث:
الحديث ُ يرْويهِ الإمامٌ مُحمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ، في كِتابِ الزَّكاةِ، بابُ فضلِ صدقةِ الشًّحيحِ الصَّحيحِ، وهو منْ طريقِ أبي هريرَةَ عبدِ الرَّحمنِ بنِ صخرٍ الدُّوسيِّ منْ كبارِ الصَّحابَةِ وأكثرِهم رواية لحديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أما بقيَّةُ رجالِ السَّندِ فهمْ:
- موسى بنُ إسماعيلَ: وهو موسى بنُ إسماعيلَ المنْقريُّ الحافظُ، وفاتُه كانتْ في 223هـ ، وهوَ منْ تبع أتْباعِ التَّابعينَ.
- عبدُ الواحد: وهوَ عبدُ الواحدِ بنِ زيادٍ العبْديُّ، منْ أتْباعِ التَّابعينَ، وكانتْ وفاتُهُ في العامِ177 هـ .
- عُمارةُ بنُ القعقاع: وهو عمارَةُ بنُ القعقاعِ الضَّبيُّ الكوفيُّ منْ أعلامِ المُحدِّثينَ في زمنِ أتْباعِ التَّابعينَ.
- أبو زُرعةَ: وهوأبو زرعةَ بنُ عمرِو بنِ جريرٍ البجَليُّ، منْ محدِّثي التَّابعينَ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ إلى أفضلِ الصَّدَقاتِ بإجابتهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على سؤالِ الرَّجلِ السَّائلِ بأعظَمِها أجْراً، ويشيرُ الحديثُ إلى أنَّ أعْظَمُ الصَّدقاتِ أجْراً عندّ اللهِ عزَّ وجلَّ هي منْ كانت منّ كانتْ عندَ منْ كانَ بهِ بخْلُ وهو سليمُ في صحته، وقدْ جمَعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الصِّفتينِ في عظَمِ منْ أنْفقَ لأنَّهما ما اجتَمعا في إنْسانٍ إلا كان حبُّ الصَّدَقَةِ ضعيفاً عندَهُ، وعظَمُ أجْرِها بترْكِهِ لأهوائِهِ وتوجُّهه للصدَقَةِ رغمَ نفسِهِ المانعةِ لذلكَ،ولكنَّ الإنْسانَ إذا كانَ ضعيفاً وبهِ شحُّ فتكونُ نفسُهُ داعيَةً للصَّدقةِ تقرُّباً للهِ وسائلاً لهُ بتغغير حالهِ وشفائهِ، وقدْ بيَّنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حال المُتصِّقِ بصفاتهِ المذكورَةِ وهو أنَّهُ يخشى الفقرَ ويتمنَّى الغنى.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الدُّروس والعبر المستفادة منَ الحديث:
- أعظَمُ الصَّدقاتِ عندَ الشَّحيحِ السليم.
- عظَمُ الصَّدقة في تغيير الأحوال وتهذيب النفس عن الشح والبخل.
- على الإنسانِ محاربة النفس الناهية للخير والصَّدقة.