لقد علَّمنا رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ العباداتِ وآدابها وسننها ونواهيها، وذلكَ ممّا نقلهُ الصَّحابةُ عليهم رضوانُ اللهِ إلى الأمَّةِ، ومنَ العباداتِ الّتي كانَ للحديثِ والسُّنَّةِ الكثير منَ الشواهدِ في بيانها الصَّلاةُ، وقدْ جاءَ البيانُ والتَّوضيحُ في أركانها وسننها وهيئاتها ، كما بيَّنتِ السُّنَّةُ والحديثُ كثيراً منَ النَّواهي، ومنها التَّخصُّرُ في الصَّلاةِ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.
الحديث:
يروي الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ في أبواب العمل في الصَّلاةِ: ((حدَّثَنا أبو النُّعمانِ، حدَّثنا حمَّادٌ، عنْ أيّوبَ، عنْ محمَّدٍ، عنْ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، قال: نُهيَ عنِ الخصرِ في الصَّلاة، وقالَ هشامُ وأبو هلالٍ، عنِ ابنِ سيرينَ، عنْ أبي هريرةَ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ)). رقمُ الحديثِ:1219.
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في أبوابِ العملِ في الصَّلاةِ؛ بابُ الخصرِ في الصَّلاةِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدُّوسيُّ، وهوَ منَ الصَّحابةِ المكثرينَ في روايةِ الحديثِ عنْ رسولِ اللهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام، أمَّا بقيَّةُ رجال الحديث:
- أبو النُّعمانِ: وهوَ محمَّدُ بنُ الفضلِ السّدوسيُّ البصريُّ (ت:223هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
- حمَّادٌ: وهوَ أبو إسماعيلَ، حمَّادُ بنُ زيدٍ الأزديُّ الجهضميُّ (98ـ179هـ)، وهوَ منْ كبارِ المحدِّثينَ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
- محمّدٌ: وهو أبو بكرٍ، محمَّدُ بنُ سيرينَ الأنصاريُّ (ت:110هـ)، وهوَ منَ الثّقاتِ المحدِّثينَ منَ التَّابعينَ.
- هشامٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، هشامُ بنُ حسَّانَ الأزديُّ (ت:146هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ من أتْباعِ التّابعينَ.
- أبو هلالٍ: وهوَ محمَّدُ بنُ سليمٍ الراسبيُّ البصريُّ (ت:167هـ)، وهوَ منَ أتباع التَّابعينَ المجروحينَ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ إلى النَّهيِّ عنِ الخصرِ في الصَّلاةِ، وهوَ فيما رواهُ الصَّحابيُّ أبو هريرةَ عنْ نهيِ النَّبيِّ صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ عنْ ذلكَ، والخصرُ في الصَّلاةِ يعني: أنْ يضعَ المسلمُ يدهُ على خصرهِ في الصَّلاةِ أي مختصراً، وقدْ بيَّنَ الفقهاءُ أنَّ النَّهيَ عنْ ذلكَ نهيُ كراهةٍ لا تحريمٍ، وقدْ بيَّنَ آخرونَ أنَّ سببَ النَّهيِ عنِ التَّخصُّرِ أنَّها من أفعال اليهودِ وجاءَ ذلكَ مخالفةً لهم، واللهُ تعالى أعلمُ.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الدُّروسِ المستفادةِ منَ الحديث:
- النَّهيُ عنِ التخصُّرِ في الصَّلاةِ أي وضعُ القائمِ في الصَّلاة يدهُ على خاصرتهِ.
- النَّهيُ عنِ الخصرِ في الصَّلاةِ نهيُ كراهةٍ.