حديث في النهي عن تجارة المحرم

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ في الإسلامِ منَ الأحكامِ في البيوعِ والإجارة ما بيّنها للمسلمينَ، وذلكَ ليبتعدوا عنْ شبهةِ الحرامِ، وليكونوا أمَّةً مسلمةً متماسكةً لا تباغضَ بينهمْ ولا تشاحنْ، كما حرّمَ كلَّ ما يكونُ منْ طريقِ المحرّمِ شرعاً، وقدْ حرَّمَ الإسلامُ ما يكونُ في سبيلِ الإجارةِ والبيعِ والكسبِ ما كانَ أصلهُ حرامُ كثمنِ الكلبِ وما يأتي منَ الزِّنا وما يكونُ في طريقِ الكهانة، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريّ يرْحمهُ اللهُ في كتابِ الإجارةِ: ((حدَّثَنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ، عنْ مالكٍ، عنِ ابنِ شهابٍ، عنْ أبي بكرٍ بنِ عبدِ الرّحمنِ بنِ الحارثِ بنِ هشامٍ، عنْ أبي مسعودٍ الأنْصاريِّ رضيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نهى عنْ ثمنِ الكلبِ، ومهرِ البغيِّ، وحلوانِ الكاهنِ)). رقمُ الحديث:2282.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرْويهِ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الإجارةِ؛ بابُ كسبِ البغيّ، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي مسعودٍ الأنْصاريِّ، وهوَ عقبةُ بنُ عمرو  الأنْصاريُّ الخزرجيُّ وهوَ منْ أعلامِ الصّحابةِ رضوانُ اللهِ عليهمْ في روايةِ الحديث، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديث:

  • مالكُ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، الإمامُ مالكُ بنُ أنسٍ الأصبحيُّ الحميريُّ (93ـ179هـ)، وهوَ منْ أتْباعِ التّابعينَ الثّقاتِ في روايةِ الحديث.
  • ابنُ شهابٍ: وهوَ أبو بكرٍ، محمّدُ بنُ مسلمٍ الزّهريُّ (50ـ125هـ)، وهوَ منْ أعلامِ المحدّثينَ الثّقاتِ منْ التّابعينَ.
  • أبو بكرٍ بنُ عبدِ الرّحمنِ: وهوَ أبو بكرٍ بنُ عبدِ الرّحمنِ بنِ الحارثِ القرشيُّ المخزوميُّ(ت:93هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ في روايةِ الحديثِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى النّهيِّ عنِ الكسبِ والمالِ الّذي يأتي مصدرهُ منْ طريقٍ محرَّمٍ، وقدْ ذكرَ الراوي أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ نهى عنْ ثلاثٍ وهي:

  • ثمنُ الكلب: وهوَ ما جاءَ منْ طريقِ بيعِ الكلابِ وثمنها، وذلكَ لحرمةِ الكلبِ إلّا إذا كانَ لصيدٍ أو حراسةٍ.
  • مهر البغيِّ: وهوَ ما تكسبهُ الزّانيةُ منَ الزِّنا وهوَ محرّمٌ لحرمةِ طريقهِ.
  • حلوانُ الكاهنِ: وهوَ ما يكسبهُ الكهنةُ والعرّافونُ منْ طريقِ الكهانةِ والعِرافةِ، وسببُ الحرمةِ لأنَّهُ جاءَ منْ طريقِ الباطلِ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ المستفادةِ منَ الحديث:

  • حرمة بيع الكلاب والاستفادة من ثمنها.
  • حرمةُ الزّنا وما يأتي منْ طريقه.
  • حرمةُ الكهانةِ والعرافةِ وحرمةُ كسبِ المالِ منها.

شارك المقالة: