حديث في بيع الثمر حتى ينضج

اقرأ في هذا المقال


لقدْ جاءَ الإسلامُ لينظّمَ حياةَ النّاسِ في المجتمعِ الإسلاميِّ، وقدْ سنَّ منَ الأحكامِ ما يبيِّنُ لهمْ شرائعَ دينهمْ في كلِّ مجالاتِ حياتهمْ، وقدْ كانَ للبيوعِ في الشّريعةِ الإسلاميّةِ أحكامها الّتي تهدفُ إلى تنظيمِ حياتهمْ الاقتصاديّةِ وبعدهمْ عنْ شبهةِ الحرامِ في البيعِ والشّراءِ، ومنْ أحكامِ البيوعِ حرمةٌ بيعِ الثّمرِ حتّى ينضجَ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصّحيحِ في كتابِ البيوعِ: ((حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ، أخبرنا مالكٌ، عنْ نافعٍ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما، أنَّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليهِ وسلَّمَ نهى عنْ بيعِ الثّمارِ حتّى يبدو صلاحها، نهى البائعَ والمبتاعَ)). رقمُ الحديث:2194.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كتابِ البيوعِ؛ بابُ بيعِ الثّمارِ قبلَ أنْ يبدو صلاحها، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما، وهوَ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ بنِ الخطّابِ القرشيُّ العدويُّ (ت:73هـ)، وهوَ منَ المكثرينَ في روايةِ الحديثِ منَ الصّحابةِ عنِ النّبيِّ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ، أمّا بقيّةُ رجال الحديث:

  • عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ: وهوَ أبو محمّدٍ، عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ التّنّيسيُّ الكلاعيُّ (ت:218هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديث.
  • مالكٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، الإمامُ مالكُ بنُ أنسِ بنِ مالكٍ الأصبحيُّ المدنيُّ (93ـ179هـ)، إمامُ دارِ الهجرةِ وإمامُ المذهبِ المالكيِّ، منْ ثقاتِ روايةِ الحديثِ منْ أتْباعِ التّابعينَ.
  • نافعٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، نافعٌ مولى عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطّابِ (ت:116هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منَ التّابعينَ وأكثرهمْ روايةً للحديثِ عنْ مولاهُ عبدِ اللهِ بنِ عمر.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى حكمْ منْ أحكامِ البيوعِ في الإسلامِ، وهوَ بيعُ الثّمرِ على أصلهِ قبلَ أنْ يظهرَ صلاحهُ ليقطفَ، وحكمُ بيعِهِ كما جاءَ في الحديثِ حرامٌ، وهوَ ما جاءَ في روايةِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ أنَّ النّبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نهى عنْ بيعِ الثّمرِ قبلَ أنْ ينضجَ، والنّهيُ هنا دلالتهُ التّحريمُ على البائعِ والمشتري، وقدْ وردَ أنَّ هذا البيعُ قدْ شاعَ في ذلكَ الزّمنِ وأدّى إلى اختلاقِ الشّحناءِ بينَ البائعِ والمشتري إذا ظهرَ سوءُ الثّمرِ بعدَ بيعهِ، ولهذا جاءَ التّحريم، واللهُ تعالى أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث:

من الفوائد والدّروس المستفادة منَ الحديث:

  • حرمة بيع الثّمار قبل أنْ تنضجَ.
  • المسلمُ يلتزمُ بأحكامِ البيعِ الإسلاميّةِ لتجنّبِ الوقوعِ في شبهةِ الحرام.

شارك المقالة: