لقدْ كانَ في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّمَ كثيراً منَ الشّواهدِ الّتي تبيّنُ أحكامَ الأطعمة والأشربةِ للمسلمينَ، ومن الأشربةِ الّتي نهى عليه الصّلاةُ والسلامُ عنْها الخمرُ، تأكيداً لما جاءَ في كتابِ الله عزّ وجلَّ في ذلكَ، وسنعرضُ حديثاً في تحريمِ الخمرِ.
الحديث
يوردُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((وحدّثنا محمّدُ بنُ المثنّى، ومحمّدُ بنُ حاتمٍ، قالا: حدّثنا يحيى ـ وهوَ القطّانُ ـ عنْ عبيدِ الله، أخبرنا نافعٌ، عنِ ابنِ عمرَ، قال: ولا أعلمهُ إلّا عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، قال: “كلُّ مسكرٍ حرامُ، وكلُّ خمرٍ حرام“)). رقمُ الحديث: 75/2003.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الأشربةِ، بابُ: (بيانُ أنّ كلّ مسكرٍ خمر، وأنّ كلّ خمرٍ حرام)، والحديثُ جاء منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ ابنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما، وهوَ عبدُ الله بنُ عمرَ بنِ الخطّابِ القرشيُّ، منَ المكثرينَ في رواية الحديثِ منَ الصّحابةِ عنه عليه الصّلاةُ والسّلام، أمّا بقيّةُ رجالِ السّندِ الباقونَ:
- محمّدُ بنُ المثنّى: وهو أبو موسى الزّمن، محمّدُ بنُ المثنّى بنِ عبيدٍ العنزيُّ (167ـ252هـ)، وهوَ من ثقاتِ الرّواية للحديثِ منْ تبع الأتباع.
- محمّدُ بنُ حاتمٍ: وهوَ أبو عبدِ الله، محمّدُ بنُ حاتمِ بن ميمونَ البغداديُّ (ت:235هـ)، وهوَ منْ ثقات تبعِ الأتباع في الرّواية.
- يحيى القطّان: وهوَ أبو سعيدٍ، يحيى بنُ سعيدِ بنِ فرّوخَ القطّانُ التّميميُّ (120ـ198هـ)، وهوَ منْ أتباع التّابعينَ المحدّثينَ الثّقات في الحديث.
- عبيدُ الله: وهوَ أبو عثمانَ، عبيدُ اللهِ بنُ عمرَ بنِ حفصٍ القرشيّ (ت: 147هـ)، منْ ثقات المحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
- نافعٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، نافعٌ مولى عبدِ الله بنِ عمرَ بنِ الخطّابِ (ت: 116هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقاتِ وأكثرهمْ روايةُ للحديثِ عنْ مولاه عبدِ الله بنِ عمرَ بنِ الخطّابِ.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى حكمْ منْ أحكامِ الأشربةِ في الإسلامِ، وهوَ تحريمُ الخمرِ وكلُّ مسكرٍ، وقدْ بيّنَ الحديثُ ذلكَ تأكيداً لما جاءَ في القرآنِ الكريمِ منْ تحريمِ الخمرِ في الإسلامِ في كثيرٍ منَ الآياتِ القرآنيّةِ، وعلّةُ التّحريمِ هوَ ما يكونُ منْ نتائجِ الخمرِ منْ إذهابٍ للعقلِ وغيابِ تدبيرِ الإنسانِ، كما ذهبَ أهلُ العلمِ إلى تحريمِ القليلِ والكثيرِ منهُ، كما وردَ في لعنِ شاربهِ وحامله وما يوصلُ إليه، والله تعالى أعلم.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- بيات تحريمِ الخمرِ وكل مسكر.
- تحريمُ الخمر لما فيه منْ سكر العقل وعيابه .