حديث في حرمة بيع المسلم على بيع أخيه

اقرأ في هذا المقال


لقدْ جاءَ الإسلامُ بأحكامهِ منظِّماً لحياةِ المسلمينَ، ومقرّباً بينهمْ ليكونوا مجتمعاً متماسكاً بعيداً عنِ الشّحناءِ والبغضاءِ، ونهى عنْ كلِّ ما يدعو إلى التّباعدِ فيما بينهمْ، وقدْ جاءَ في أحكامِ البيوعِ ما يحثُّ على ذلكَ، ومنَ الأحكامِ الّتي بيّنها الحديثُ النّبويُّ فيهذا الهدفِ؛ حكمُ أنْ يبيعَ المسلمُ على بيعِ أخيهِ، وسنعرضُ حديثاً يدلُّ على ذلكَ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصّحيحِ في كتابِ البيوعِ: ((حدّثنا إسماعيلُ، قال: حدّثني مالكٌ، عنْ نافعٍ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما، أنَّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: (لا يبيعُ بعضُكمْ على بيعِ أخيهِ). رقمُ الحديث:2139)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ البيوعِ؛ بابُ لا يبيعُ على بيعِ أخيهِ، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ بنِ الخطّابِ القرشيُّ، منَ المكثرينَ في روايةِ الحديثِ من الصّحابةِ، أمّا بقيّةُ رجالِ الحديث:

  • إسماعيلُ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، إسماعيلُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ الأصبحيُّ المدنيُّ (139ـ226هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منْ تبعِ أتْباعِ التّابعينَ.
  • مالكٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، الإمامُ مالكُ بنُ أنسٍ الأصبحيُّ المدنيُّ (93ـ179هـ)، إمامُ دارِ الهجرةِ وصاحبُ المذهبِ المالكيِّ، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ أتْباعِ التّابعينَ.
  • نافعٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، نافعٌ مولى عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطّابِ (ت:116هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدّثينَ منَ التّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى حكمٍ منْ أحكامِ البيوعِ في الإسلامِ، وهوَ حكمْ البيعِ على بيعِ الآخرينَ، وهوَ ما جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ أنَّ النّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نهى عنْ البيعِ على البيعِ، وهوَ أنْ يدخلَ مسلمُ في المضاربةِ على سلعةٍ بيعتْ لأخرَ بقصدِ التّخريبِ أوْ نزعِ تلكَ السلعةِ لهُ، والنّهيُ في الحديثِ نهيُ تحريمٍ عندَ الفقهاءِ، لما في ذلكَ منْ اختلاقٍ للشّحناءِ والبغضاءِ بينَ المسلمينَ، وهذا ممّا دعا الإسلامُ إلى البعدِ عنه، واللهُ تعالى أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدّروسِ المستفادةِ منَ الحديث:

  • تحريمُ بيعِ المسلمِ على بيعِ أخيهِ لما في ذلكَ نشرٌ للعداوةِ والبغضاءِ بينهما.
  • حرصُ الإسلامِ على نشرِ الأخوةِ ومحاربةِ ما ينشرُ الضّغينةَ بينَ المسلمينَ.

شارك المقالة: