حديث في حرمة طاعة الزوجة لزوجها في معصية

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ لمدرسةِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ في السّنّةِ والحديثِ النّبويِّ الشّريفِ كثيرٌ منَ الفضلِ على أمّةِ الإسلامِ في بيانِ كثيرٍ منْ أحكامِ الزّواجِ، وقدْ كانَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ حريصاً على أنْ يبيّنَ تلكَ الأحكامِ وما جاءَ فيها منَ النّهيِّ والإباحةِ، لأهميّةِ الزّواجِ والأسرةِ في بناء المجتمعِ الإسلاميِّ، ومنَ الأحكامِ الّتي بيّنها النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ طاعةُ المرأةِ للرّجلِ في معصية، فهل تطيعهُ أمْ لا؟، تعالوا معنا في الحديث التالي.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ في الصّحيحِ: ((حدّثنا خلّادُ بنُ يحيى، حدّثنا إبراهيمُ بنُ نافعٍ، عنِ الحسنِ، هوَ ابنُ مسلمٍ، عنْ صفيّةَ، عنْ عائشةَ، أنَّ امرأةً منَ الأنصارِ زوّجتِ ابنتها، فتمعّطَ شعرُ رأسها، فجاءتْ إلى النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، فذكرتْ ذلكَ لهُ، فقالتْ: إنَّ زوجها أمرَنِي أنْ أصلَ في شعرها. فقال: “لا، إنَّه قدْ لُعنَ الموصِلاتِ”)). رقمُ الحديث:5205.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ النّكاحِ، بابُ: (لا تُطيعُ المرأةُ زوجَها في معصيةٍ)، والحديث منْ طريقِ أمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضي اللهُ عنهُا، وهي عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ الصّدّيقِ، منَ المكثراتِ في روايةِ الحديثِ عنِ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ، ويقيّةُ اسنادِ الحديثِ منَ الرّجالِ:

  • خلّادُ بنُ يحيى: وهوَ أبو محمّدٍ، خلّادُ بنُ يحيى بنِ صفوانَ السُّلميُّ (ت: 213هـ)، وهو منْ ثقاتِ الرّوايةِ منْ تبعِ أتباع التّابعينّ.
  • إبراهيمُ بنُ نافعٍ: وهوَ أبو إسحاقَ، إبراهيمُ بنُ نافعٍ المخزوميُّ (ت: 160هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • الحسنُ: وهوَ الحسنُ بنُ مسلمٍ المكيُّ (ت: بعد100هـ)، وهوَ منَ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • صفيّةُ: وهي صفيَّةُ بنتُ شيبةَ الحاجبِ القرشيّةُ العبديّةُ، وهيَ منَ الصّحابيّاتِ الجليلاتِ في رواية الحديث.

دلالة الحديث:

يبيّنُ الحديثُ المذكورُ حكماً منْ أحكامِ الزّواجِ والمعاملةِ بينِ المرأةِ وزوجها، وهوَ حكمُ طاعةِ المرأةِ لزوجها في معصيةٍ وفعلِ شيءٍ قدْ حرّمهُ اللهُ تعالى، والأصلُ في علاقةِ الزّوجةِ معْ زوجها أنْ تقومَ على طاعته الواجبة بحقِّ القوامةِ له، لكنَّ هذه الطاعةَ لا تحلُّ لهُ إذا أمرَ بمعصيةٍ منها، وقدْ بيّنَ الحديثُ في قصّةِ المرأةِ الأنصاريّةِ الّتي زوّجتْ ابنتها وتفلّتَ شعرها، فأرادَ زوجها أنْ تَصلَ في شعرها فأمرَ أمها بذلكَ، فلمّا سألتِ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ نهاها عنْ ذلكَ وبيّنَ حرمةَ الوصلِ للشّعرِ في الإسلامِ للنِّساءِ، كما يشيرُ الحديثُ إلى حرمةِ الوصلِ للشعرِ وأنَّ فعلَ ذلكَ يستحقُّ صاحبهُ اللّعنةَ لعظمِ ذلكَ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • وجوبُ طاعةِ المرأةِ لزوجها إلّا إذا كانَ في معصيةٍ منَ المعاصي.
  • لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالقِ.

شارك المقالة: