حديث في حسنِ تقاضي الدين

اقرأ في هذا المقال


لقدْ حثَّ الإسلامُ على حسنِ تدبيرِ أمورِ النّاسِ وتيسيرُ أمورِ بعضهمْ بعضاً، وشرّعَ منَ الأحكامِ ما كانَ لقضاءِ حوائجهمْ كالدّينِ والاقتراض المشروعِ منْ غيرِ زيادةٍ، كما حثَّ الإسلامُ الدّائنينَ على حسنِ سدادِ الدَّينِ وإمهالِ المدينِ والتّجاوزِ عنهُ بحسبِ المقدرةِ، وجعلَ لمنْ يتحلَّى بهذه الصّفاتِ الأجرَ العظيمَ في الدّنيا والآخرةِ، وسنعرضُ حديثاً في حسنِ سدادِ الدّائنِ للدّينِ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ في الصّحيحِ: ((حدَّثنا مسلمٌ، حدَّثنا شعبةُ، عنْ عبدِ الملكِ، عنْ رِبْعيٍّ، عنْ حذيفة رضيَ اللهُ عنهُ، قال: سمعتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: (ماتَ رجلٌ فقيلَ لهُ، قال: كنتُ أبايعُ النّاسَ، فأتجوّزُ عنِ الموسرِ، وأخفّفُ عنِ المعسرِ، فغفرَ لهُ). قال أبو مسعودٍ: سمعتهُ منَ النّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ)). رقمُ الحديث: 2319.

ترجمة رجال الحديث:

الحديث يرويهِ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ: في الاستقراض؛ بابُ حسنِ التّقاضي، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ حذيفةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ حذيفةُ بنُ اليمانِ العبسيُّ الكوفيُّ، وهوَ منَ الصّحابةِ المكثرينَ للحديثِ، كما رواهُ الصّحابيُّ الجليلُ أبو مسعودٍ، عقبةُ بنُ عمرٍو البدريُّ الأنصاريُّ وهوَ منَ الصّحابةِ أيضاً، أمّا بقيّةُ رجال الحديث:

  • مسلمٌ: وهوَ أبو عمرو، مسلمُ بنُ إبراهيمَ الأسديُّ الأزْديُّ (ت:22هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التّابعينَ في روايةِ الحديثِ
  • شعبةُ: وهو أبو بسطامٍ، شعبةُ بنُ الحجّاجِ العتكيُّ الأزديُّ (82ـ160هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ أتباعِ التّابعينَ.
  • عبدُ الملكِ: وهوَ أبو عمرٍو، عبدُ الملكِ بنُ عميرٍ القرشيُّ القبطيُّ (33ـ136هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقاتِ في الحديث.
  • ربعيُّ: وهوَ أبو مريمَ، ربعيُّ بنُ حراشِ الغطفانيُّ (ت:100هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منَ التّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى حسنِ تقاضي الدّيونِ منَ الآخرينَ، وقدْ بيّنَ الحديثُ إلى صفاتٍ كانتْ في رجلٍ ماتَ فسئلَ عنْ كيفيّةِ تعاملهِ في بيعه وسدادِ دينهِ منَ المقترضِ ، وسؤالهِ ربّما يكونُ في قبرهِ أو يكونُ كما وردَ في طريقٍ آخرَ يومَ القيامةِ، وكانَ جوابهُ بأنَّهُ كانَ يمهلُ المعسرَ الّذي تعسّرتْ أمورهِ فلمْ يستطعْ قضاءهُ في موعدِ السّدادِ، كما كانَ يسامحُ منْ لمْ يستطعِ السّدادَ، وبالنّتيجةِ كانَ جزاؤهُ الغفرانَ لقيامِهِ بذلكَ وحسنِ عملهِ في سدادِ الدّينِ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • مشروعيةِ الدّينِ والاستقراض للتّيسيرِ على النّاسِ.
  • غفرانُ اللهِ تعالى لمنْ يمهلُ المعسرَ ويسامحُ الموسرَ يومَ القيامة.

شارك المقالة: