حديث في حقِّ المسلم على المسلم

اقرأ في هذا المقال


لقدْ جاءَ الإسلامُ لينشرَ التآخي والألفةَ بينَ المُسلمينَ، وقدْ حثَّ على حقوقٍ للمسلمينَ عندَ بعضِهمْ ليكونوا متآخينَ متحابّينَ، ممَّ ينعكسُ على تكوينِ مجتمعٍ إسلاميِّ تسودُهُ المحبَّةُ، ومنزوعاً من التباغضِ والكراهية، وسنعرضُ حديثاً في حقِّ المسلمِ عندَ المسلمِ.

الحديث:

يرْوي الإمامُ مسلمُ بنُ الحجَّاجِ في الصَّحيحِ: ((حدَّثني عبدُ بنُ حُميدٍ، أخبرَنا عبدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا معمرٌ، عنِ الزُّهريِّ ، عنِ ابنِ المُسيَّبِ، أنَّ أبا هريرَةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ( خمْسٌ تجبُ للمسلمِ على أخيهِ: ردُّ السَّلامِ وتشميتُ العاطسِ، وإجابَةُ الدَّعوةِ، وعيادةُ المريضِ واتِّباعُ الجنائزِ). رقمُ الحديثِ2162)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرْويهِ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجَّاجِ في الصَّحيحِ، في كِتابِ السَّلامِ، بابُ منْ حقُّ المسلمِ للمسلمِ ردُّ السَّلامِ، والحديثُ منْ طريقِ أبي هريرةَ عبدِ الرَّحمنِ بنِ صخرٍ الدُّوسيِّ، وهو منْ كبارِ الصَّحابَةِ المكثرينَ للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيُّةُ رجالِ الحديثِ فهم:

  •  عبدُ بنُ حميد: وهوَ المُحدِّثُ عبدُ بنُ حميدِ بنِ نصرٍ الكشيُّ، منْ رواةِ الحديثِ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ، من (170ـ249هـ).
  •  عبدُ الرَّزاقِ: وهوَ عبدُ الرَّزَّاقِ بنُ همَّمٍ الصَّنعانيُّ، منْ كبارِ المُحدِّثينَ منْ تبعِ أتباع التّابعين، منْ (126ـ211هـ).

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى حقوقٍ دعا إليها الإسلامُ لنشرِ الألفةِ بينَ النَّاس، وهي حقٌّ لكلِّ مسلمٍ على أخيهِ المسلم وهي:

  • ردُّ السَّلامِ: وردُّ السَّلامِ هو أن تردَّ التَّحيَّةَ على منْ بادر بها.
  • تشميتُ العاطسِ: وهو أنْ تدعو له بالخيرِ والبركةِ.
  • إجابة الدَّعوة: وهي أن تقبلَ دعوة منْ دعاكَ إلى خيرٍ، وفيها منْ تأليفِ القلوب وتقريبها.
  • عيادة المريض: وهي زيارةُ منْ مرضَ منَ المسلمينَ، لما لها منْ تأثيرٍ في جبرِ مُصابهم والتَّخفيفِ عنه.
  • اتِّباعُ الجنائِزِ: ويكونُ ذلكَ بحضورِ الجنازةِ والصَّلاةِ عليها وتعزيةُ أهلهِ والتخفيفِ عنهم.

ما يرشدُ إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والعبرِ المًستفادَةِ منَ الحديثِ:

  • المسلمُ يردُّ السَّلامَ على منْ ألقى تحيَّةَ الإسلامِ عليهِ.
  • المسلمُ يزور أخيه المسلم ويطمئنُ عليهِ.
  • تشميتُ العاطسِ والدُّعاءِ لهُ منْ الدِّينِ.
  • على المسلمِ إجابةُ الدَّعوةِ وعدمِ رفضها والسَّعيِّ إليها.
  • اتباعُ الجنائزِ لها أثرُ كبيرُ في تأليفِ القلوبِ واستمراريَّةِ الودِّ والمحبَّةِ.

شارك المقالة: