لقدْ كانتِ السّنّةُ والحديثُ مبيِّنةً لكثيرٍ منْ أحكامِ العباداتِ والفرائضِ ومنها الصّيام، وقدْ كانَ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ حريصاً على تبيانِ أحكامِ العباداتِ ومنها الصّيام للصّحابةِ رضوانُ اللهِ عليهمْ، ونجدُ في الحديثِ ما يبيِّنُ أحكامهُ وآدابهُ ومبطلاتهُ ومكروهاتهِ، وسنعرضُ حديثاُ في حكمِ منْ ماتَ وعليهِ صيامٌ هلْ يقضي عنهُ وليّهُ أمْ لا؟.
الحديث:
يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصّحيحِ في كتابِ الصّومِ: ((حدَّثنا محمّدُ بنُ عبدِ الرّحيمِ، حدّثنا معاويةَ بنُ عمرِو، حدّثنا زائدةُ، عنِ الأعمشِ، عنْ مسلمِ البُطينِ، عنْ سعيدِ بنِ جبيرٍ، عنِ ابنِ عبّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما قال: جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أُمِّي ماتت وعليها صومُ شهرٍ، أفأَقضيهِ عنها؟ قال: (نعمُ). قال: (فدينُ اللهِ أحقُّ أنْ يقضى). رقمُ الحديث:1953.
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الصّومِ؛ بابُ منْ ماتَ وعليهِ صومٌ، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ ابنِ عبّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما، وهوَ حبرُ الأمَّةِ عبدُ اللهِ بنُ عبّاسِ بنِ عبدِ المطّلبِ، وهوَ منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ منَ الصّحابةِ، وأمّا رجال الحديث الباقونَ:
- محمّد بن عبدِ الرّحيمِ: وهوَ أبو يحيى، محمّدُ بنُ عبدِ الرّحيمِ القرشيُّ العدويُّ (185ـ255هـ)، وهوَ منَ الثّقاتِ منْ تبعِ أتْباعِ التّابعينَ.
- معاوية بن عمرو: وهوَ أبو عمرو، معاويةُ بنُ عمرِو بنِ المهلّبِ البغداديُّ (128ـ213هـ)، وهو منْ رواة الحديثِ منْ تبعِ أتْباعِ التّابعينَ.
- زائدةُ: وهوَ أبو الصّلتِ، زائدةُ بنُ قدامةَ الثّقفيّ (ت: 160هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديث منْ أتباعِ التّابعينَ.
- الأعمشُ: وهوَ أبو محمّدٌ، سليمانُ بنُ مهران الأسديُّ والمعروفُ بالأعمشِ (61ـ145هـ)، وهوَ منَ الرّواةِ منَ التّابعينَ.
- مسلمُ البطينِ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، مسلمُ بنُ عمرانَ الكوفيُّ، وهوَ منْ أتباعِ التّابعينَ.
- سعيدُ بن جبيرٍ: وهوَ أبو محمّدٍ، سعيدُ بنُ جبيرٍ الأسديُّ (46ـ95هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ في روايةِ الحديث.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ إلى حكمِ منْ ماتَ وعليهِ قضاءُ صيامٍ فاتهُ لعذرٍ، وهوَ كما بيّنهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ للرّجلِ السّائلِ عنْ ما يفعلُ في ما فاتَ منْ صيامِ أمِّهِ المتوفاةِ؛ في أنَّ لوليِّها في الدُّنيا منَ الأحياءِ واجبُ قضاءِ الصّومِ عنها، وهوَ سداداً لدينِ اللهِ تعالى عندَ بني آدمَ، واللهُ تعالى أعلمُ.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الفوائد منَ الحديث:
- فضلُ الصّيامِ وفرضيّتهُ.
- قضاءُ الصّيامِ على وليِّ منْ ماتَ وعليهِ قضاءٌ.