لقدْ كانَ في حديثِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ كثيراً منَ الشّواهدِ الّتي أخبرَنا بها عليه الصّلاةُ والسّلامُ عنْ فتنِ في آخرِ الزّمانِ، ومنها ما حدثَ ومنْها لمْ يحدثْ، وقدْ تكلّمَ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ عنْ فتنٍ تموجُ في النّاسِ في آخر الزّمانِ، ثمّ أرشدنا عنْ خيرِ مالنا فيها، سنعرضُ حديثاً في خيرِ مال المسلم في الفتن.
الحديث:
يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا إسماعيلُ بنُ أبي أُويسٍ، قال: حدّثني مالكٌ، عنْ عبدِ الرّحمنِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرّحمنِ بنِ أبي صعصعةَ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رضي اللهُ عنهُ، قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “يوشكُ أنْ يكونَ خيرُ مالِ الرّجلِ غنمٌ يَتْبَعُ بها شعفَ الجبالِ، ومواقعَ القَطْرِ، يفرُّ بدينهِ منَ الفتنِ” رقمُ الحديث:3300)).
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ رواهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كتابِ بدءِ الخلقِ؛ بابُ خيرِ مالِ المسلمِ، والحديث منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رضي اللهُ عنهُ وهوَ سعدُ بنُ مالكٍ بنِ سنانٍ الأنْصاريُّ، منَ الرّواةِ للحديثِ منَ الصّحابةِ، أمّا بقيَّةُ رجالِ الحديث:
- إسماعيلُ بنُ أبي أُويسٍ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، إسماعيلُ بنُ عبدِ اللهِ الأصبحيُّ المدنيُّ (139ـ226هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منْ تبع أتْباعِ التّابعينَ.
- مالكٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، الإمامُ مالكُ بنُ أنسٍ الأصبحيُّ، إمامُ دارِ الهجرةِ (93ـ179هـ)، وهو منْ كبارِ المحدّثينَ الثّقاتِ منْ أتْباعِ التّابعينَ.
- عبدِ الرّحمنِ بنِ عبدِ اللهِ: وهو عبدُ الرّحمن بنُ عبدِ اللهِ الأنْصاريُّ، وهو ثقةٌ محدّثٌ منْ أتْباعِ التّابعينَ.
- أبوهُ: وهوَ عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الرّحمنِ بنِ الحارثِ الأنصاريُّ، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقاتِ في روايةِ الحديث.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى بيانِ النّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلّمَ إلى خيرِ مالِ المسلمِ في آخرِ الزّمانِ عندما تكثرُ الفتنُ في الأمّةِ، وكأنَّ النّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يرشُدنا إلى طريقِ البعدِ عنْ هذه الفتنِ اتّقاءً لغضبِ اللهِ سبحانه وتعالى والفرارُ بدينِ الإسلامِ مُصاناً وبعداً عنِ الشّرورِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلّمَ بأنَّ خيرَ مالِ المسلمِ في هذا الوقتِ ما يأخذُ منْ غنمٍ يكونُ فيها مأكلُهُ ومشربهُ وزادهُ ليفرَّ بها إلى الجبالِ وإلى مواقعِ الماءِ ليكونَ بعيداً عنْ هذه الفتنِ الّتي يُصبحُ فيها الحليمُ حيراناُ، ويؤخذُ منْ حديثهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ عظمُ تلكَ الفتنِ ليكونَ سبيلُ المسلمِ للخلاصِ منها هوَ الفرارُ.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الفوائد منَ الحديث:
- عظمُ فتنِ آخرِ الزّمانِ منْ حديثِ الرّسولِ عليه الصّلاةُ والسّلامُ.
- الفرارُ منَ الفتنِ سبيلٌ لإرضاءِ الله والفرارِ بدينه.