حديث في شر ذي الوجهين

اقرأ في هذا المقال


لقد جاءَ الإسلامُ ليهذّبَ النّفسِ البشريّةِ ويجعلها خالصةً بدونَ نفاقٍ أو رياء، وكما دعا الإسلامُ إلى أنْ يكونَ المسلمُ بعيداً عنِ النّفاقِ في تعاملهِ معَ غيرهِ منَ النّاسِ، فيبتعدُ عنِ الكذبِ والنّفاقِ، ولا يكونُ صاحبَ وجهينِ، وقدْ نها النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ عنْ ذلكَ، وسنعرضُ حديثاً في ذلك.

الحديث:

أوردَ الإمامُ البخاريُّ في صحيحه: ((حدّثنا عمرُ بنُ حفصٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمشُ، حدّثنا أبو صالحٍ، عنْ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ قال: قالَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “تجدُ منْ شرّ النّاسِ يومَ القيامةِ عندَ اللهِ ذا الوجهينِ، الّذي يأتي هؤلاءِ بوجهٍ، وهؤلاءِ بوجهٍ”)). رقمُ الحديث: 6058.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ النّبويُّ المذكورُ يوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الأدبِ، بابُ: (ما قيلَ في ذي الوجهينِ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنِ صخرٍ الدّوسيُّ، منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، أمّا رجال السّندِ البقيّة:

  • عمرُ بنُ حفصٍ: وهوَ أبو حفصٍ، عمرُ بنُ حفصِ بنِ غيّاثٍ النّخعيُّ (ت: 222هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديث.
  • أبو عمر بنِ حفصٍ: وهوَ أبو عمرَ، حفصُ بنُ غياثٍ النّخعيُّ (ت: 117هـ)، وهوَ منَْ المحدّثينَ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • الأعمشُ: وهوَ أبو محمّدٍ، سليمانُ بنُ مهرانَ الأسديُّ، والمعروفِ بالأعمشِ (61ـ145هـ)، وهوَ منْ مشاهيرِ المحدّثينَ التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديث.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ النّبويُّ إلى صفةٍ منْ صفاتِ النّفاقِ الّذي نهى عنها رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، وقدْ أشارَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ إليها بشخصٍ يأتي يومَ القيامةِ ويكونُ شرّ النّاسِ أمامَ اللهِ تعالى، وقدْ وصفهُ النّبيُّ عليه وسلّمَ بذي الوجهينِ وهوَ المنافقُ المتلوّنُ في معاملته للنّاسِ، فيأتي فرقةً بوجهٍ يرضيهمْ ويكونُ معهمْ، وإذا خرجَ إلى فرقةٍ معاديةٍ لهمْ فيكونُ معهمْ ضدّ السّابقينَ، ويأخذُ منْ خيرِ الاثنينِ، وقيلَ هوَ منْ كانَ باطنهُ غيرَ ظاهرهِ، واللهُ تعالى أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • المسلمُ حريصُ على الابتعاد عنِ النّفاقِ والفتنة.
  • شرُّ النّاسِ يومَ القيامةِ ذي الوجهينِ منْ يلقى النّاسَ بوجهٍ ويلتقي آخرينَ بوجهٍ آخر.

شارك المقالة: