حديث في صلة الوالدين ولو كانوا مشركين

اقرأ في هذا المقال


لقدْ حثّ الإسلامُ على برِّ الوالدينَ لما لهما منَ الفضلِ على المسلمِ في حياتهِ، وأوجبَ اللهُ طاعتهما ما لمْ يأمرْ أحدهما بمعصيةٍ فقال تعالى: (وإنْ جاهداكَ على أنْ تشركَ بي ما ليس لكَ به علمٌ فلا تطعهما وصاحبهما في الدّنيا معروفاً)، وقدْ دعا النبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ بالإحسانِ إليهما أيضاً إذا كانوا على غير ديننا، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا عبيدُ بنُ إسماعيلَ، حدّثنا أبو أُسامةَ، عنْ هشامٍ، عنْ أبيهِ، عنْ أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ رضيَ اللهُ عنهما، قالت: قدِمَتْ عليَّ أمّي وهيَ مشركةٌ في عهدِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، فاستَفتيتُ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، قلتُ: وهيَ راغبةٌ، أفأصِلُ أُمّي؟ قال: (نعمْ، صِلِي أمَّكِ). رقمُ الحديث:2620)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديث أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الهبةِ وفضلها والتّحريضِ عليها؛ بابُ الهديّةِ للمشركينَ، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيَّةِ الجليلةِ أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ الصّدّيقِ رضيَ اللهُ عنهما، وهيَ منْ رواةِ الحديثِ منَ الصّحابةِ عنْ رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، أمّا بقيّةُ رجالِ الحديث:

  • عبيدُ بنُ إسماعيلَ: وهوَ أبو محمّدٍ، عبيدُ بنُ إسماعيلَ القرشيُّ (ت:250هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ في رواية الحديث.
  • أبو أُسامةَ: وهوَ حمّادُ بنُ أسامةَ بنِ زيدٍ القرشيُّ (121ـ201هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الرّوايةِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • هشام: وهوَ أبو المنذرٍِ، هشامُ بنُ عروةَ بنِ الزّبير بنِ العوّامِ الأسديُّ (61ـ144هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدّثينَ من التّابعينَ.
  • أبو هشامٍ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، عروةُ بنُ الزّبير بنِ العوّامِ القرشيُّ (23ـ94هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الرّوايةِ منَ التّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى خلقٍ عظيمٍ منْ أخلاقِ الإسلامِ وهو صلةُ الوالدينِ لما لهما منَ الفضلِ، وقدْ بيّنَ الحديثُ قصّةً لأسماءَ بنتِ أبي بكرٍ أنّها سألتِ النّبيَّ عليه الصّلاةُ والسّلامِ في ما تفعلُ في أمّها وقدْ جاءتها زائرةً راغبةً أي تريدُ منها حاجةً، فأشارَ عليها النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ إلى أنْ تحسنَ صلتها وبرّها، وفي هذا دعوةٌ إلى المسلمِ لبرِّ الوالدينِ وحسنِ معاملتهما وهما كافريْنِ، فكيفَ إذا كانوا مسلمينَ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدّروسِ والعبر المستفادة من الحديث:

  • وصايةُ الإسلامِ على الوالدين بالبرِّ والصّلةِ والإحسانِ.
  • صلةُ المسلمِ بوالديهِ إذا كانوا مشركينِ مالمْ يأمرا بمعصيةٍ لله.

شارك المقالة: