لقدْ كانَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ حريصاً على أنْ يبلّغَ السّننَ والآدابَ للصّحابةِ في كلِّ شيءٍ، ومنها ما عرفَ بالطّبِّ النّبويِّ منَ الآدابِ وكيفيّةِ العلاجِ منَ الأمراضِ والأسقامِ، وقدْ كانَ في حديثِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ كثيراً منْ طرقِ الشّفاءِ منَ الأمراضِ والأسقامِ، وسنعرضُ حديثاً في وسائلِ العلاجِ منَ الطّبِّ النّبويِّ.
الحديث:
أوردَ الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثني محمّدُ بنُ عبدِ الرّحيمِ، أخبرنا سُريجُ بنُ يونسَ أبو الحارثِ، حدّثنا مروانُ بنُ شجاعٍ، عنْ سالمٍ الأفطسِ، عنْ سعيدِ بنِ جبيرٍ، عنِ ابنِ عبّاسٍ، عنِ النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّمَ قال: “الشّفاءُ في ثلاثةٍ: في شرطةِ مِحْجمٍ، أو شربةِ عسلٍ، أو كيّةٍ بنارٍ، وأنْهى أمّتي عنِ الكيِّ”)). رقمُ الحديثِ: 5681.
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الطّبِّ، بابُ: (الشّفاءُ في ثلاثٍ)، والحديثُ جاءَ من طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ عبّاسٍ رضيَ الله عنهما، حبرُ الأمّةِ ومنْ المكثرينَ في رواية الحديثِ منَ الصّحابةِ، أمّا بقيّةُ رجالِ الحديث:
- محمّدُ بنُ عبدِ الرّحيمِ: وهوَ أبو يحيى، محمّدُ بنُ عبدِ الرّحيمِ القرشيُّ العدويُّ (185ـ255هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديث.
- سريجُ بنُ يونسَ: وهوَ أبو الحارثِ، سريجُ بنُ يونسَ بنِ إبراهيمَ البغداديُّ (ت:235هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدّثينَ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- مروانُ بنُ شجاع: وهوَ أبو عمرو، مروانُ بنُ شجاعٍ الجزْريُّ (ت: 184هـ)، وهوَ منَ الثّقاتِ الرّواةِ للحديثِ من تبعِ الأتباعِ أيضاً.
- سالمٍ الأفطس: وهوَ سالمُ بنُ عجلانَ الأفطسُ القرشيُّ (ت:132هـ)، وهوَ منَ الرّواةِ الثّقات منْ أتباع التّابعينَ.
- سعيد بن جبيرٍ: وهوَ أبو محمّدٍ، سعيدُ بنُ جبيرٍ الأسديُّ (46ـ95هـ)، وهوَ منْ مشاهيرِ المحدّثينَ منَ التّابعينَ عنِ الصّحابةِ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديث إلى وسائلِ العلاجٍ منَ الطّبِّ النّبويِّ، وقدْ بيّنَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنَّ الشّفاءَ يكونُ في ثلاثٍ وهيَ:
- شرطةُ مِحجمٍ: وهوَ ما يكونُ في مشرطِ وسكينِ الحجامةِ وهوَ ما يدلُّ على الحجامة.
- شربةُ عسل: والعسلُ منَ العلاجِ الّذي بيّنهُ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ في كثيرٍ منَ الشّواهدِ.
- كيّةُ منْ نارٍ: والكيُّ بالنّارِ منْ وسائلِ الشّفاءِ، والنّهيُّ عنهُ هنا عندما يوجدُ بديلُ عنْ ذلكَ، ويجوزُ عندَ الضّرورةِ.
ما يرشد إليه الحديث:
من الفوائدِ منَ الحديث:
- بيانُ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ لكثيرٍ منَ العلاجِ النّبويِّ.
- الشفاءُ في الحجامةِ والعسلِ والكيِّ.